الأعمى..
***
قولي شيئا..
أيّ لثغة عنها شفتاكِ تنبس..
طريقي نحوكِ لا أجده
كالأعمى عصايا أتلمّس..
فأنتِ لي النّهر السّاكن إن شئتِ
في صخب مجرى الأنهار..
ولي انتِ الشّجرة الحانية في خضر الأشجار
مأوى للافراخ وأنا الفرخ
والطّيرُ أنا من سرب الأطيار
لا تقفي مثل المسمار..!
شاخصا يتمايل/ انفاسَه يحبس
على ملمس الخشبة لا أطرقه
فلكلّ خشبة طرق للنّجّار
وأنا النّجّار..!
يا أنتِ/ يا هوايا الذي أتنفّس
قولي نصفيّ أنتَ واكتمالي
أحبّك.. ولا من سؤال..
ففي الحبّ لا توجد منطقة رماديّة
كما لا منطقة وسطى
تفصل ما بين الجنّة والنّار..
قولي/ لا تقولي …..
قدري مكتوب.. وما نأت بيننا أبحرٌ وبحار
على فمي انتِ منفى أسفاري.. ومتنفّس أشعاري..!
أيّها الذي لم يأت
وظلّ في الغيّاب أنتظر..
بمشاعري يلهو يا أنايا
ويعبث..!
متى السّبيلَ اليكَ تفكُّ..؟!
او سبيلي اليكَ مرغمةً أفكُّ..!!
تراود أخيِلتي يا أنتَ
هذا الذي عرضًا لقيتُ..
وما حاولت أعرفه..
أبدا لا عرفت..!!
لمن علّق القمر المزهر اقماره..!؟
ولمن في فراغ الكنيسة
بعدكِ في الغيّاب أجراسَها تَقرع
إذا الرّاهبة على مذبح الشّوق
لا تأت من شعثها تتعمّد..
عند محراب العشق القاضي جاثية تركع
مترنّحة ثملى.. تصلّي حضها تشفع
قولي: قدري أنتَ
جئتني من غابر الأقدار
ما أحلى الصّدف العابرة
تجئ في العمر السّاقطِ بلا موعد
ما أحلى لُقيا الأقدار..!
مازيغ..