شعر : فهمي الصالح
مغادراً طرقي الوضيعةَ كالجنّازات
أدخلُ خلوةَ الصوفي المُحنَّطِ
بالغشاءاتِ السحيقةِ
قُبالةَ الموتِ البدائي
مثلَ جرذٍ يتوبُ إلى الإيابِ
في حقلِ الدناءة والوحوش
وأمامِ حضرةِ اخضرارِ العشقِ السحيق
أتضوّعُ ببلادتي ماحياً ذكرى الحثالةِ عن جبيني
سندسُ اللحظاتِ يمنحُ روحيَ
خوفَ الوعولِ الهزيلةِ
المغادرةِ بأحمر نزّفِها
فوقَ ذكرى وضيئةٍ كالثلجِ
ومريرةٍ كالدمعِ في قلب الأساورِ
تُغريني بتعبِ الأغاني الماحقات
حين تصهلُ بضغطيّ
نحو احتساءِ كوبِ الجراثيم
تخنُقني ألوانُ الطلاسمِ بالعفوناتِ القديمةِ
حيث لا شفعاتٍ مفيدةٌ في الأفقِ
ولا أفاعٍ مهادنةٌ للدماء
ليس سوى تلكَ الحنافيش
وأصدقاءٍ منخورين بالفسادِ
أشمُّ روحَ الأفاعي عندَ فحيحِ الضجرِ العجيب
تدبُّ في أحشائيِ كالخناجر المتناسلة من بطنِ القبيلة
من جسدِ أنثى مشرقيةٍ لم يتهدل لحمُها بعدُ
فأهربُ مثلَ فأرٍ عجوزٍ مُترعٍ بالطعناتِ والنزوح
مُفتقداً طرقي الأولى عندَ ضفافِ الحقولِ
غارقاً في متاهةِ البحثِ عن متاهةٍ أخرى
الجنازاتُ أخفُّ منها وطأةً
في احتفاليات الرحيل .!
…………………………
الرمادي 4 / 4 / 2014
أمامَهُ اكتشفّتُ الجنازات
اترك تعليقا