أحاسيس امرأة بين جدران الصمت
مقال د/منى فتحي حامد
********
لماذا المجتمع دائمآٓ ينصح المرأة بالصبر و التحمل لما تمر به من معاناة و مشاق ، أو ينظر إليها كقطعة أثاث أو تحفة أثرية أو خردة ساكنة على الأرفف و في نفس الوقت ينصحها دائما بالصبر و بالصمت من أجل كيان الأسرة و ليس من أجل الحفاظ على أنوثتها و مشاعرها و رغباتها ..
فإن تحدثت المرأة عن زوجها بأنه خائن لأحاسيسها و لمشاعرها مع امرأة أخرى ، أفادها المجتمع بأن تصبر و تتزين له كي يهتم بها ،و أن تتحمل الحياة معه من أجل أسرتها و لن تطلب أبدآٓ الانفصال عنه ، و أن ترعاه دائما بالكلمة الطيبة و الابتسامة ، و أن تلبي و تجيب رغباته و احتياجاته بمهارة واعية و أنثوية متقنة ..
و إن سردت عن زوجها بأنه عقيم أو مريض ، نصحها المجتمع أيضا بالصبر و البحث عن العمل من أجل الحفاظ على الأسرة و توفير متطلباتهم و احتياجاتهم ، بجانب الاعتناء بزوجها المريض و بأبنائها و بمسكنها ..
و لو أحيانا أصاب مشاعرها الألم ، من قسوة معاملة زوجها و إهانته لها ، أو تزايد سمة البخل لديه ، أو عدم وسامته ، أيضا و كالمعتاد نصحها المجتمع مرة أخرى بالصبر من أجل الأبناء و الأسرة ، مع الحفاظ على بقاء الاستمرارية الأبدية بينهما ..
على الرغم من التناقض بنصائح المجتمع للرجل
، فإن قص أو روى الزوج عن أن زوجته خائنة له أو بأنها لن تنجب أبناء ، أو أنها مريضة و لم تعد قادرة على القيام بالأعمال المنزلية ،أو إنها زوجة عنيدة لن تطيع أوامره و لن تنصت إلى كلماته ، أو بكونها و ذاتها ليست جميلة ، كانت نصائح المجتمع إليه على الفور بأن يطلقها و يتزوج من غيرها أو يتزوج عليها …
فهل ما زالت نظرة المجتمع تفرق بين الرجل و المرأة ، و لن تتساوي بين مشاعر و أحاسيس كل منهما .. أم اختلفت النظرة من القدم إلى عصرنا الحالي ، و بدأ الإنصاف لكيان و مشاعر المرأة ..