ماذا وراء مقارنة خطر روحاني بمجاهدي خلق؟
مثنى الجادرجي
يلمس المتابع و المراقب لما يصدر عن قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الکثير من المفارقات و الامور الغريبة الملفتة للنظر، والانکى من ذلك إنهم يتصورون بل وحتى يتصرفون وکأن العالم لايفقه او يعلم شيئا عن الذي يدور في هذا البلد من أحداث و أمور و تطورات.
طوال العقود الثلاثة الماضية، شدد قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بصورة مستمرة على أن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها من دور و تأثير في داخل إيران و إنها’وکما يؤکدون کثير من الاحيان’، صارت شيئا من الماضي، لکن و بين کل فترة و اخرى تصدر عن هؤلاء القادة و المسؤولين تصريحات تناقض کل ماقد أکدوه سابقا.
في معرض مقارنة غريبة من نوعها أجراها حميد رضا مقدم فر، مساعد الشؤون الثقافية في الحرس الثوري الإيراني، بين الرئيس حسن روحاني و منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، أکد فيها بإن’روحاني أخطر على النظام من منظمة مجاهدي خلق’، قائلا بإن أسلوب روحاني يختلف عن أسلوب منظمة مجاهدي خلق، حيث كانت الأخيرة تريد إسقاط النظام بالحرب المسلحة المباشرة والاغتيالات ضد قادة النظام، أما ‘المشروع الجديد يتمثل في أن أميركا لن تقوم بتصفية مسؤولي الجمهورية الإسلامية جسديا، بل تسعى لاستبدال العناصر ذات التوجهات الغربية بالمسؤولين الثوريين داخل النظام’!
هذه المقارنة الغريبة من نوعها، تأتي في خضم بروز دور منظمة مجاهدي خلق على أکثر من صعيد، ولاسيما عقب کسبها للمعرکة القضائية في المحاکم الامريکية و نجاحها في الخروج من قائمة الارهاب و کذلك نجاحها أيضا في کسب معرکة قضائية أخرى في فرنسا الى جانب نشاطات سياسية دولية أخرى إعتبرتها الاوساط السياسية الدولية بمثابة إنتصارات لها، کما إن المقارنة تأتي أيضا في وقت تشهد فيه طهران صراعا بين أجنحة النظام و إن جعل إسم روحاني مرادفا لإسم منظمة مجاهدي خلق، بمعنى إنه جاد في إسقاط النظام و تغييره لکن الحقيقة الجلية للعالم هي إن روحاني لايريد إسقاط النظام او تغييره وانما إنقاذه من المأزق و المحنة الکبيرة التي تواجهه.
تصريح هذا القيادي في الحرس الثوري، يسلط الاضواء مرة أخرى على الدور و التأثير الکبير الذي لايزال لمنظمة مجاهدي خلق على النظام في إيران ومن إنه لايزال التهديد و الخطر الاکبر الذي يهدد هذا النظام، وإن روحاني الذي کان ولايزال جزءا من المؤسسة الدينية الحاکمة في إيران لا ولم ولن يشکل خطرا على النظام وإن الخطر کان و سيبقى من منظمة مجاهدي خلق العازمة على النضال حتى إسقاط النظام.