إستهدفوا باريس کما إستهدفوا مخيم ليبرتي
فلاح هادي الجنابي
لايمکن العزل و الفصل بين الهجمات الصاروخية الرعناء التي قام بها إرهابيون ضد سکان مخيم ليبرتي طوال الاعوام الماضية و بين الهجمات الارهابية الدموية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، حيث إن الذي يجمع بين الامرين من قواسم مشترکة کثيرة و متشعبة.
سکان ليبرتي، مدنيون عزل و يدافعون عن قيم الحرية و الديمقراطية و يواجهون نظاما دينيا إستبداديا متطرفا رجعيا لايؤمن إلا بلغة القمع و التعذيب و الاعدامات و طالما تم إستهدافهم بسبب مبادئهم و أفکارهم و مواقفهم ولأنه کانت دائما هنالك جريمة مخالفة للقانون و للقيم و المبادئ الانسانية، فإن النظام الديني المتطرف في طهران يلجأ دائما لإرتکاب تلك الجرائم عن طريق العصابات و المجاميع الارهابية التابعة له، وإن الذي حدث في باريس يتطابق تماما مع الذي حدث في ليبرتي، ذلك إن المستهدفين في باريس هم المدنيين العزل ولإنهم يؤمنون بالحرية و الديمقراطية و يرفضون القمع و الاستبداد و فرض الافکار المتخلفة بالقوة.
سکان مخيم ليبرتي، وعلى الرغم من معاناتهم و إنهم يواجهون ظروفا و أوضاعا خطيرة و حساسة وقد يتعرضون لهجمات صاروخية إرهابية أو ماشابه في أية لحظة، لکنهم مع ذلك أعلنوا عن تضامنهم مع الشعب الفرنسي و شجبوا و أدانوا الهجمات الارهابية التي تعرض لها المدنيون العزل في باريس و أعلنوا عن تضامنهم معهم و وقوفهم الى جانبهم، وإن موقف سکان ليبرتي بحد ذاته يجسد حقيقة إن التطرف و الارهاب يستهدف کل العزل و الابرياء و يسعى لفرض مفاهيم و أفکار و رؤى متخلفة معادية للتطور و التقدم و الحضارة، وکما يقوم النظام الديني المتطرف في طهران بشن هجمات على النساء و الاطفال و على سکان ليبرتي العزل و يرفض المفاهيم الانسانية، فإن تنظيم داعش الارهابي يسير على نفس الخطى و يقوم بإنجاز نفس الانتهاکات و الجرائم و التجاوزات اللاإنسانية.
لاعرق أو دين أو لون أو وطن للتطرف و الارهاب، لکن الذي يجب أن لايغيب عن الاذهان أبدا هو إن طهران، معقل النظام الديني المتطرف في إيران، هو بؤرة و مصنع التطرف و الارهاب في العالم وإنه الاساس وماخلاه مجرد فرع يرتبط أو يتعلق به بصورة أو أخرى، ومثلما إن الانسانية لها لغتها و مفاهيمها و قوانينها و قيمها الخاصة، فإن للتطرف و الارهاب أيضا قيما و مفاهيم شريرة و عدوانية تجمع أتباعه، وکما إستهدفوا سکان مخيم ليبرتي بصواريخهم و قتلوا السکان العزل فإن نفس المدرسة و الاتجاه الشرير قد إستهدف المدنيين العزل في باريس.