أين وصل طريق الإصلاح في عراقنا الحبيب؟/ الجزء الثاني
———————————————————————
بقلم : عبود مزهر الكرخي
ولنستكمل في جزئنا ولندخل في موضوع التظاهرات وبدايتها حيث هي انطلقت من محافظة البصرة وبالذات من قضاء المدينة والتي كانت الشرارة الأولى لها وقد أجج هذه الشرارة هو استشهاد الشاب منتظر الحلفي والذي كان مع المتظاهرين للاحتجاج على سوء الخدمات وبالذات على الكهرباء وتم قمع التظاهرة وبشكل وحشي تم على أثرها استشهد الشهيد منتظر والذي كان من المفروض على مسؤولي التظاهرات والتنسسيقيات المبادرة بتكريم هذا البطل وجعله أحد ألأبطال الذين يذكر لهم بالبنان في حملة المطالبة بالتغيير والإصلاحات وحتى كان على الحكومة الاتحادية وحتى حكومة البصرة بتكريم هذا الشهيد السعيد والبريء ولكن لم يتم ذلك وتم وضع هذا الشهيد في سجل المنسيين حاله حال الكثير من هذه النماذج الخالدة والتي تطوى من الذاكرة وبسرعة غريبة سواء تم عن قصد أو عن غير قصد.
المهم بدأت المظاهرات تأخذ بالاتساع مع العلم أنه في بادئ الأمر لم ينظر إليها بجدية من قبل الحكومة وحتى كل السياسيين لتوقعهم أنها ستكون فورة وسرعان ما تنكشف هذه الفورة وتخف ولكن إصرار المتظاهرين من العراقيين الغياري والشرفاء وكذلك والأهم من ذلك هو توجيهات المرجعية الرشيدة بضرورة التغيير وأجراء الإصلاحات ومحاربة الفساد أسقطت حسابات كل هؤلاء السياسيين وكل من في الكابينة الحكومية وهذا يعطي مؤشر مهم وخطير طالما أشرنا إليه وهو أن كل من في المنطقة الخضراء من سلطة تنفيذية وتشريعية وكل سياسي أنهم يعيشون في واد والعراق وشعبه يعيشون في واد آخر ولا يعرفون معاناة شعبنا العراقي الصابر الجريح ولا يعرفون حجم الهاوية الذي يقبع فيها الوطن والشعب.
ولنأتي الآن إلى جانب التظاهرات والتي خرجت وكما ذكرنا سابقاً ونكررها باستمرار أنها كانت سلمية(100%) ومن قبل عراقيين غيارى شرفاء ومن مختلف شرائح المجتمع ولم تشمل فئة معينة بالذات وكانت عراقية خالصة لم تأخذ أي لون من ألوان الحزبية أو التخندق الطائفي بل كانت تمثل كل العراق بأطيافه والتي رفضت منذ بدايتها صبغ هذه المظاهرات بأي لون طائفي أو حزبي لتشمل كل الجنوب والوسط وكان هدفها المطالبة بتحسين الخدمات للشعب واهم شيء القضاء على الفساد والمفسدين في كل مفصل من مفاصل الدولة وحتى في السلطة التشريعية والقضائية والتخلص من التركة الثقيلة التي يجثم عليها العراق وشعبه والنهوض به وكانت هدف التغيير هو القيام بإصلاحات جذرية أهم هدف لها وقد سارعت مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الوارف)بدعم هذه المظاهرات وتوجيهها الوجهة الصحيحة من خلال توجيهات المرجعية في خطب الجمعة لكي لا تستغل من خلال بعض الدخلاء وركوب هذه الموجة والإدعاء بقيادة هذه المظاهرات أو يتم تحريفها عن وجهتها الصحيحة ولذا كانت المظاهرات تسير بشكل طبيعي وسلس وكان هناك تعاون رائع وانضباط في كل تلك المظاهرات بين المتظاهرين والقوى الأمنية والذي أشادت به كل المنظمات العالمية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
ولكن الملاحظة المهمة التي كانت تؤخذ على هذه التظاهرات أنها لم تكن لها قيادة موحدة وتنسيقيات تقود تلك التظاهرات سواء في بغداد أو في كل محافظة على حدة وحتى على مستوى البلد مما أدى إلى دخول الكثير من الطفيليين وع من السياسيين الذين نزعوا جلودهم عن أحزابهم وتبرئوا منها فاغلب التحالفات السياسية تشهد صراعات داخلية بين أعضائها الكل يريد إن يبرئ نفسه من فساد كتلته ،،،هؤلاء مثل الذئاب إخوة ومن فصيلة واحدة. لكن تراهم يتصارعون على الفريسة. بل أنهم على استعداد أن يمزقوا بعضهم بعضاً من أجل الاستحواذ على الفريسة ؟!!.وهم كما بقال عنهم أن(أغلب السياسيين في وطني يأكلون مع الذئب ليلاً ويبكون مع الراعي نهاراً فتباً لقذارتكم!!).
ولهذا وبسبب هذا التشتت بالنسبة لمنسقي المظاهرات وقياداتهم وعدم توحيد الكلمة حاول الكثير من المندسين وحتى التيارات والأحزاب الدخول وركوب موجة التظاهرات ، ولكن وبرغم هذه النقطة السلبية لم يفلحوا ولم يستطيعوا النفاذ إلى تلك المظاهرات لأن كل هؤلاء كانوا مشخصين من قبل الجميع كما أنهم لا يستطيعون الدخول وقيادة المظاهرات لأنهم هم أس الفساد والمفسدين وهم من جعلوا هذا البلد أن يصل إلى هذه الحالة المزرية وكما يقال فإن فاقد الشيء لا يعطيه ولهذا هم قد فسلوا فشلاً ذريعاً في هذا المجال فهم لم يستطيعوا استقطاب إي مجموعة أو فئة معينة بالرغم من كل تصريحاتهم الرنانة في الإصلاحات ومحاربة الفساد ولكن كل الأقنعة قد سقطت عن تلك الوجوه المزيفة وأنهم كانوا أول الناس في مقاومة الإصلاحات والتغيير وأنهم الحماة الأمنيين للفاسدين. ولكن برغم ذلك لاحظنا أن قوة المظاهرات قد خفت ووتيرتها أخذة بالفتور لعدم وجود قيادات موحدة وتشرذمها وكل واحد من هؤلاء الأخوة يريد أن يقود تلك المظاهرات لوحده وأن تجير باسم ذلك الشخص أو تلك الجهة وهذا خطأ وأنانية ومصالح شخصية وأنهم يمارسون نفس الأسلوب للأحزاب والتيارات الموجودة في ساحتنا السياسية من حيث لا يشعرون ويعملون على إفشال تلك المظاهرات والتي راهن عليها المفسدين ومن ضمنهم الأحزاب على أن هذه المظاهرات سوف تفشل بالعمل على التسويف والمماطلة في أجراء الإصلاحات والتغيير ومن بعدها يعود كما كان عليه وليعود العراق ساحة للنهب والسلب لكل من هب ودب.
ومن هنا فأننا ندعو تنسيقيات المظاهرات وكل منظمات المجتمع المدني وكل الناشطين إلى توحيد وتحشيد كل الجهود والعمل على أخراج هذه التظاهرات بأحسن صورة وتحقيق كل المطالبات التي ينادي بها المتظاهرين والتي هي مطالب الشعب والعمل على أن لا تكون ما تقوم به الحكومة ومن كل في المنطقة الخضراء من أدعاء بالإصلاحات أنما هي حبر على ورق والقيام بدور وعمل أعلامي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الجماهير والحث على خروجهم في هذه المظاهرات والتأكيد على سلمية المظاهرات وأنها عراقية خالصة للوطن وشعبه وعدم انتمائها لأي حزب أو تيار من التيارات وعدم رفعها لأي شعارات أو شخصيات لأي حزب من الأحزاب وإنها لا تعمل على قلب نظام الحكم أو نشر الفوضى بل تصحيح بل تصحيح مسار الحكومة والعمل على بناء العراق من جديد ومحاربة الفساد والمفسدين وتقديمهم إلى القضاء العادل والذي بدوره يجب إصلاح كل من المؤسسات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وهذا ما يجب أن تعمل به كل مظاهراتنا وفي كل محافظاتنا وعدم اللجوء إلى تشتيت الجهود ومحاولات فردية وأنانية لركوب المظاهرات العمل بصيغة (الأنا)والتي تضر بكل ما يتم به القيام من جهود لإنجاح هذه المظاهرات. والعمل بروحية الفرد الواحد لتكون هذه المظاهرات واحدة من أجمل الممارسات الديمقراطية التي يمارسها شعبنا العراقي في ظل تجربة الحكم الجديد والخلاص من تلك الحقب الظلامية عهود القهر والظلم ولنرسخ هذه الممارسة الديمقراطية والتي أشاد بها العالم والمنظمات الدولية في مدى سلميتها ومدى تعاون المتظاهرين مع قواتنا الأمنية والتلاحم الموجود فيما بينهم ليرسخ مفهوم السلطة ممثلة بقواتنا الأمنية في خدمة الشعب وهم منهم وإليهم فلنعمل على السير بهذا النهج السليم والجميل ولنعلم العالم ماهي الديمقراطية التي يمارسها العراقيين احتذاءً على سير أجدادنا السومريين وكل حضاراتنا في تعليم العالم الكتابة والخط وكل العلوم الأخرى فنحن أحفاد أولئك الأجداد العظام فلنسير على خطهم ونهجهم في تعليم العالم بذلك وإفهامهم بأن العراق وشعبه سيبقى شعب حي قادر على أن ينهض من كبوته في أي لحظة ومتى يشاء وهو شعب الحضارات ومهدها والعالم كله يعرف ذلك والذي يحاول كل الأشرار العمل على محو هذا المفهوم وتدمير هذا البلد والشعب العظيم والذي بعزة الله وسبحانه وبهمة أهل البيت السبعة وقبابهم ومنائرهم الذهبية الذين نستظل بهم وبكرامتهم سوف لن يفلحوا في تمرير كل مخططاتهم المجرمة إن شاء الله.
وسوف نتعرض إلى الجانب الحكومي والسياسي لهذه المسألة في القيام بالإصلاحات وهل الحكومة وكل من الكابينة السياسية قادر على القيام بذلك في جزئنا القادم إن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية؟.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين وصل طريق الإصلاح في عراقنا الحبيب؟/ الجزء الثاني
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا