_خدُّ سكّين الوجعِ_
حِينَ نبَتَ الرَّبيعُ في عَروضِ تفاعيلِها
ما كان ينقُصُها البيانُ..
نَسجتْها سَلالمُ الخيالِ أيقونةَ حرفٍ قُدُسيِّ الملامحِ
ربيبةُ أبُولُو تغزِلُ الغَيمةَ بأضفارِها
لَحْناً أبيضَ في صَفاءِ الحليبِ..
فهذي اليمامةُ .. بلجّتهِ،
ما خانت العيونَ الغائرةَ
ولنْ تخُونَ أصابعَهُ الحَاجَّةَّ علَى فِنْجانِها
وأوْقَدتْ أصابعَها دثارَ فجرِه البعيدِ..
هيَ في سلامِ بيضِ اليَمامِ..
ما أعلنتْ الحربَ في كُسوفِ الحُروفِ
ولمْ تُقاتِلْ بالسَّرائرِ اليسَارَ
لكنَّ انكِسارَ الضّوءِ يُهاجِسُها الخَطيئةَ
يَحرقُها غيظُ ضميرٍ هاجسٍ بالخُسوفِ
في ملحمةِ الأحجياتِ الغائمة..
فيها وبكل شيئٍ
يتسلَّلُ كَالنّملِ في الفَراغَاتِ
وأنتَ يا.. المنادَى بقصْدِ الخيالِ
خلقْتَها كحواء منْ دمكَ
ورسمْتَها على أثيرِكَ النّاهِمِ!!
تعرِفُ أنّها نبيّتكَ التي جمّْلتَها وِتْراً وعزَفْتَها
في ألحانِ عودٍ عتيدٍ وسراجِ ليلٍ دافئ!!
أسَحقْتَها بممْحَاة التُّهمِ الدّاكنة
في معْرِضِ الغَوانِي المتَشبّهات بالمريَمات ؟!
أمطرْتَ مزنك سهاماً جارفةً
من استِسْقاءِ متبدّلاَت بشفاهِ الغيمِ
ما خانَتْ سيّدةُ الحُزنِ..!!
ولنْ تخُونَ ..
حاشَا أصابعَها الغدر
ولن تجبِرَها الصَّواعِقُ على الصُّعُودِ
إلى منابِر زجاجيَّة لا تطالُها الجُروحُ
هل أسْرَعَ القيْظُ لشِفاهِ الياسَمينْ
فتُقايضُ صراطَها بالرّحيلِ ؟؟؟؟
خيرة مباركي. تونس