الدكتورة سراب شكري العقيدي
أجلسُ هنا
في ذات المكان،
الذي ضمنا في لقاءنا
الاول واليتيم ثانيا……
لا تقلق !!
انا بخير!
كل شيء على حاله،
النادل العجوز القصير،
بنظارته التي تحتضن
انفه الصغير، وتخبأ بريق
شباب زائل، وكرشه الكروي،
إرتعاش الكلمات على شفتيه،
تذكرته جيدا … لكنه لم يتذكرني!
كما وطني
نسى وجهي الموشوم بفراقه،
كما نسيتَ عهدك أنت.
لا تقلق !!
الطاولة المربعة، كما هي مربعة,
هكذا شاء لها مبتكرها ……….
والمقعد الذي التصقنا عليه،
وغبنا عنه بفيض القبل،
تململ تحتي ضجرا من
ثقل صمتي واضطرابي.
لا تقلق !!
لم يشغله احد غيرك ……
بارد وحزين، هذا المكان اليوم،
يمطرني بوابل أسئلته عنك
كهذا المطر الذي يغدق بهطوله
ولا يعرف سر حزني
وانت بعيد، بعيد ……..
لا بالمسافات، بل بالقلب
الذي أطفأتَ قناديله
كما يطفئ هذا النادل مصابيح
هذا المكان الذي خلى
بعد ان خاب منك ………….