على مشارف الجفاف
صوب شجرة غرستها أنفاسه كنت أخبىء ظلي
أجالس نهرا يرقب خطوات الريح عن كثب
يعلن كلما مر الموج عن كنز يسكن أسفل أشجار الصبر
كلما استيقظ طائر وحيد ينقر غصن نافذتي
أُلهيهه ببعض حكايانا و شربة صمت معتقة
تناوشني الرغبة تطل من بين أناملي
أن أقذف بتلك الأيام الكالحة إلى النهر
أن أفتح أزرار الوقت لتعبر كل المسافات الكسيحة
دون أن تترك أي وجوه عالقة فوق جدران الخراب
الدرب طويل و المسافة استطراد ا لحمق واقع كئيب
صخب رنين السنوات يزهر فوق كفوف ريح
تنقش وجه الأيام بفزع الآت
عاودتني ما تشبه التماعة الدمعة الحارة
عاودتني تلك النكهة المالحة لابتسامة دهشة
و المصباح يرتجف بين يديَّ و لا نهار
أي ريح تلك التي تنفي السماء إلى جزيرة الضباب
و تَجز شعر الأرض من ناصية التمني
بأي برهان تطرح عن الشمس عينيها
و لأين تأخذ مناديل الأمنيات الملونة
أوصاني النهر و هو يحتضر على مشارف الجفاف
أن إبقي على جذر الجبل وتد الأرض
حتى لا تغادر القلوب أوكارها
و تتفشى في السماء حمى الصقيع
عايده
13-11-2016