علّمني …….. …
.
أيّها المطرُ الساكنُ في ..
حبّاتِ الأصيل..
أيّها القادمُ من..
وراء الصّمتِ والرحيل ..
علّمني ..كيف تحسِنُ الهطول؟
أيّها المدى الواسعُ
أيّها المحمّلُُ بالنور والظلال
علّمني لغة العصافير ..
العصافيرُ كائناتٌ شعريّة
أجنحةٌ ..نبضاتٌ
وأنا ..أعشقُ الأجنحة ..
أتوقُ إلى الفرح ..
أيها الحقلُ الباسمُ
رغم انحباسِ المطر ..
أيها المنتظرُ إطلالة الغيوم ..
علّمني لغة الفراشات..
الفراشاتُ قصائد ملوّنة
بها يرتدي الحزن ..وشاح البسمات
وأنا ..كنتُ فراشةَ حقلٍ
ذات صباح ..
أيّها الربيعُ ..لا تخجلْ
من القدوم ..
اخلعْ غلالةَ ريشَ الطواويس..
و..علّمني لغة الورود ..
الورود كائناتٌ ملائكيّة
تملأ الكون سحراً
صدقاً وشذا
يتنفّسها الكوْنُ شعراً
وأنا ..كنتُ أجمع الحلْمَ
باقاتِ عطرٍ ونور ..
أيها النهرُ المنسابُ بين حرفٍ وسطر
تتنفّسُ الضحى نبضا
تحمل العسجد المذابَ في
أحشائك ركضاً
عل{مني لغةَ الأشجار ..
الأشجارُ إيقاعاتٌ سماويّة
تهزّ جدائل الشموخ..
تمدّ أعناقَ الاخضرار والبقاء ..
من الجذور إلى السماء
علّمني لغةَ السنابل ..
السنابلُ عرائسُ عربيّة
تعشقُ البخورَ و الحنّاء
تمشّط ضفائر قمحٍ ذهبية
وأنا ..تسكنني قصائدُ فرحٍ ورجاء ..
علّمني كيف أشمّ عطور الحرفِ ؟
كيف أهزّ جناح الفجر
دون عناء ..؟
علّمني ..كيف ألوّن الحكاياتِ ..
كلماتٍ بلا دموع..؟
علّمني ..كيف يولد القصيد ..
بحراً ..بين موْجٍ وشجر؟
.كيف تكتبني أوراقي حكايةً
ترى بكلّ العيون ..
تجدّف في كل البحور
سطورَ عطرٍ ورواء ؟
علّمني كيف أكون غيْمةً لا تكفّ
عن الهطول ..
نبضةً بين شمسٍ وضحى ..
وبين شموعٍ وشموع ..
تولدُ الحياة ..
فاطمة سعدالله ـــ تونس ــ
6 9 2016