متى تعود يمامات الاصيل ؟؟
……………………………………….
تنبتُ المدنُ على نبضِ متعبيها
يزرعون شموسهم من خراج وجعهم
أغلال ضوء تلون جباههم المتعبة
يجدلون الليل بين أحداق النجوم ضفائر سمر
يزيحون غمامات الغبار بحكاياتهم
لا يملون السهر
…………………….
………………………
تنبت الريح بين أضلع الخارجين من غمرات العتمة
هم الغائبون الغائبون
ونحن الغائبون الحاضرون
يشعلون أضواء القناديل
يكسرون الضجيج المتناسل على ضفاف أنهر جفت مآقي منابعها
زرعوها نفايات لأحلامهم المؤجلة
وتقاويم لا تنتمي لتواريخ منمقة
لم يدخلوا حجراتها القصية
غابت أحلامهم عن وعيها
واستباحهم الحزن
………………………
ينبت الأطفال في غمرات أحضان أراجيح الهواء
يزرعون كركراتهم بين ثنايا الهواء والهجير
موبوءة بالشحوب قسمات الأرض
لم تأوي فرحهم ولم ترفض حزنهم
عاقرة أثداء الأماني خاطوها جلابيب واسعة
سراب أحصنة تنطلق بين أفواههم الممهورة بالجفاف
أطفال لا يكبرون ……..
تظل كركراتهم صدى معجزات
ديمومة فرح بعيد واهم
………………………….
لكن الأرض تنبت من رحم عاشقيها
وتبقى شموسها تقتل العتمة
ويبقى الليل بأسماله المرتقة بالوجع
هائم بحنين للنهار القادم
بكفين مخضبتين بالحناء
تنبت تلك الأرض بين حضني رافدين
من سديم غيومه تمطر أغان
على جفاف حناجر أكلها صدأ الضجيج
الضجيج عالم موشوم باللغط
والصدى حلم
يقتات على رؤؤس الحالمين
…………………………
ينبت الشهداء بين أحضان الأرض
المزروعة بدموع الثكالى
مضمخة تلك الأرض بمزيج الدم والدمع
سائرون على أكتاف الغيم سرابا
جباههم ملونة بالوقت الذي لم يأت
والأقمار التي لم تشرق
…………………..
تنبت القصائد بين أنامل البحر
بين ضفتي مدينة هجرها الحب
تموج النوارس بين ضفافها تصرخ
متى تنبت الأرض رحيق ديمومتها ؟؟
ومتى تورق أغصان الزيتونة العجوز
ومتى تعود يمامات الأصيل ؟؟
……………….
تحار الأغاني كيف تغتال الحزن
فالغصة عمر هائم هناك
فكيف تنبت البسمة على خدود اليباب؟؟
قل لي بربك كيف ؟؟
بقلم
سلمى حربه