الدّكتور سامي الشّيخ محمّد
قالت النّسمةُ
قالت النّسمةُ :
أُفتِّشُ عن حبيبٍ أُداعِبهُ أبدَ الدّهرِ
في الصّباح والمساء
في الظّهيرة والعصيرة
في الّليلِ والسَّحَرْ
أحفّهُ بطيبِ رائحتي الذّكيّةِ
كُلَّ حينٍ
****
حبيبٌ يُعانقُني وأُعانقُهُ
يشمُّني ملء رئتيهِ
وأشمُّهُ ملء فيهي
حبيبٌ يشتاقُني وأشتاقُهُ
كُلَّ آن
****
أنا نسمتُكَ الحاضرة في جسدك
ألقي بنفسي على راحتيكَ الكريمتينِ
بين ذراعيك المُباركتين
على صدركَ الرّحيبِ
أغفو وأصحو
أطأُكَ من رأسكَ حتّى قدميك
وأكثر من ذلك
أحفُّ التّرابَ الّذي تمشي عليه
أسكنُ سماءَكَ من فوقكَ
آتيكَ من الجهاتِ الستِّ
متى أحببت
وأكثر من ذلك
****
أُداعبُ عروقكَ
أَسري في دمائكَ الزّكيّة
مع كُلِّ نفسٍ نازلٍ وصاعد
مع الشّهيق والزّفيرِ
****
أنا محبوبتكَ الّتي لا تملُّكَ
و لا تملُّها
في حلِّها وحِلِّكَ
في ترحالِها وترحالِكَ
****
أنت عريسي الّذي أهوى
وأنا عروسكَ الّتي تشتهي
أجنُّ إليكَ حيناً
فاعذُر جنوني
في صحوكَ ونومك
****
اعذُر جنوني إن صرتُ ريحاً
فأنتَ من أهوى في الوجودِ
لأنَّكَ عطيّة الخالق لي
وأنا المخلوقةُ لأجلكَ
اعذُر لهيب اشتياقي
كلّما جنَّ الهوى
****
لأنّكَ من تهوى أنا
وأنتَ من أهوى
أحملُ روائحَ الورود
وأزهار الرّبيعِ إليكَ
فأنتَ بهائي وضيائي
وأنتِ سبيلي المُرتجى