زينب الخفاجي
عندما يورقُ الصوتُ حقولاً ،
تشدو المرابعُ باغاني البنفسج ،
حينها يروقُ الوصفُ
يا أجملَ الموصوفين .
بماذا أوصفُ جمالكَ البهي أيها الخشوع ؟،
أنت الحقُ …
والدموعُ جياد
العالمُ دونكَ سجنٌ صغير ،
والشبعُ مجردُ جوع
والشواهقُ جذعُ مقبرةٍ ،
أو أدنى من عنقِ التيهِ بقليل
بماذا أوصفُ سطوعكَ يا أبنَ أولِ السطوع
النورُ يستجدي من وهجِ عينيك طراوتهُ ،
عند فزعِ القيان وزحمةِ الخنوع ،
يرفعُ ظلُ الله … الفقراءْ
تواقيعُ وجودهم … الدموع
لتوقد الشموع
يسعى القلبُ لينشدَ أغاني البنفسج
علهُ يقدرُ أن يوصِفَ شهقةَ المرافىء القصيةْ ،
اشواقٌ سخيةٌ تحتفي بالعينِ
وهي تنسجُ يقظتها الاليفةْ
أوصفُ ماذا والعينُ
من أجملِ ما خلقَ اللهُ من عيونْ
هي حلمُ المآذن ،
وشوقُ دجلةَ والفرات ،
والنخلِ الشامخِ ابدا ،
وكل ذاكرةٍ يداعبها صهيلُ الذكريات ،
التي تحلمُ بالربيع
ماذا تقولُ الرياحينُ بلهجتها الأبيةْ
وزوادةُ الفارسِ .. النهر …
نبوءةُ الفرات إذ يواسي الصوت بالنداء
منذ أولِ دمٍ سالَ من جسدِ البنفسج
وأنا أصرُ على لهجتي العراقية ،
وعلى الآخرين أن يفهموا ما أريد
فمنذُ ألقِ الحلم
وهو ينسابُ في مخاوفِ خريف
أيها العين … أنت صهوةُ المستحيل ،
انعتاقُ الفرح ،
خصوبةُ الاحلام ،
بك أيها العين سأتوجُ الراءَ العزيزة ،
ربى الوسامةِ بالرضى ،
ورحابةُ العشقِ والرحمةِ ،وروعةِ الرجاءِ
ورعشات أنثى ترفعُ الأرزة من الأرضِ توقيراً للنعمةْ
يا أيها الراء ..
يا رايةَ الحبِ ،
ورياضِ الرفقةِ ،
ورأسٌ رفعَ الرمحَ جسداً وسار
ثق…. من يعشقُ التراب ،
لابدَ أن يعشقَ النخلَ والسماء
وثق …من يعشقُ قطرةَ المطر ،
لابدَ أن يعشقَ النهرَ والرواء
الأوطانُ دماء
والغربةُ نهرُ دمعٍ يسقي السماء
ولهذا يخيطُ البعضُ من الكلامِ أثوابَ الصمتْ
ناعمةُ الأفواه … كشهقةٍ ناعسةٍ
تداعبُ مآقي مأذنةٍ ترتلُ الفجرَ والناسُ نيام
كضفيرةِ ماءٍ في فسحةِ ربيعٍ عطشان
كدمعٍ ناضجٍ
يحمل الراءَ صهوةَ فرحٍ ويطيرُعند أضلاع الألف،
وما أدراك ما الألف
أفواهٌ … انهارٌ … ازهارُ ضياءْ
أراكَ في المنائرِ أيها الالف ،
أفقاً يُسَرحُ الفجرَ للصلاة
أماني حبلى بالنضارةِ والخضارْ
وأهدابُ البساتينِ في عينِ البنفسجِ
مهرة تطفحُ بالسلام
ايه أيها الألف
أشارككَ الضوءَ والقلبَ ،
والملامحَ والدمْ
وتشاركني الغربة
والهمس الذي يطرقُ علي البابَ قبل يديه
وفرحةُ أبنّتي
وهن ينشدن لك …
موطني…. موطني
وكلما يمر أسمك يلفظن القاف بقوة
القافُ …. قنديلُ البلدانِ والمدنِ السخيةْ
قدمي الصحوةِ حين يزكّى المسير
يا قمري …الذي لايهجعُ ولاينامْ
ياقدري….أينما أكون
القافُ قميصٌ يسترني عندَ كل هزيع
أكلما تهدي القلب يهددونك بالقنابل
يا كل قواميسِ الصحوةِ
يا حبيبي ياعراق
يا رب البنفسج