رحيمة بلقاس
أَيُّهَا الْبَعِيدُ الْقَرِيبُ
يَا سَيِّدَ الضَّوْءِ وَالإِشْرَاقِ
يَا لُجَيْنَ الأَقْمَارِ بِفَضَائِي
مَبْعَثُ الْجَمَالِ بِرِوَاقِي
هَلْ كُنْتُ أَنْتَظِرُكَ لِتَأْتِي
بِدِفْئِي تتَدَفَّقُ حِبْراً بِأَوْرَاِقِي؟
هَلْ كَانَ نُورُكَ شَمْس سَمَائِي؟
اِنْسَابَ وَهَجاً بِعُيُونِ أَنْفَاقِي
اِخْضَرَّتِ الْفُصُولُ بِأَغْصَانِي
وَالرَّبِيعُ أَزْهِرَ وَازْدَهَرَتْ أَرْوِقَتِي
أََصَدَحَ طَيْرُ الصَّبَاحِ يُنْشِدُ
أَلْحَانَ السِّحْرِتُغَازلُ أّشْوَاقِي؟
وَعَوْدَةُ الْقَطِيعِ فِي الأَمَا سِي
تُرْسِلُ تَرْنِيمَات النَّاي بِاشْتِيَاقِي؟
أَتَسَاقَطَتْ أَوْرَاقُ الْخَرِيفِ
عَلَى صَدْرِكَ حِينَ أَتَيْتَ بِإِشْرَاقِي؟
أَمْ لَبِسَ الشِّتَاءُ رِدَاءَ الطُّهْرِ
وَ النَّقَاءِ بِنُورِ إِطْلاَلَتِكَ الدَّفَّاقِ؟
أَسْرَجْتُ أَيْقُونَات الضَّوْءِ
لِأَقْطِفَ عَنَاقِيدَ النُّجُومِ رِفَاقِي
كَدَّسْتُهَا أَكْوَاماً بِبَيَادِرَ قَلْبِي
تُجْلِي عَتَمَةَ غَمَامة الْمَآقِي
شَرِبْتُ مِنْ نَبِيذِ حُرُوفِكَ
فَثَمِلْتُ وَ ارْتَجَفَتْ أَعْمَاقِي
كَانْعِكَاسِ الشَّمْسِ بِالْمَاءِ
تَلأْلأَتِ الدَّمْعَةُ بِأَحْدَاقِي
حَلّقَتْ بِعَصَافِيرِ وِجْدَانِي
مَرَفْرِفَةً بِأَجِنِحَتِهَا بِآفَاقِي
فَوَقَ غُيُومِ السَّمَاءِ طِرْتُ
فَرَاشَةً بِلاَ أَجْنِحَةٍ انْطِلاَقِي
دِفْءُ هَمَسَاتِكَ الرَّقِيقَةِ
اِنْهَمَرَ بِأَوْرِدَتِي اخْتِرَاقِي
مَصْلُوبَةً بَيْنَهَا وَ طَيْفُكَ
بِالْخَفَقَاتِ رَوْنَقٌ رَاقِي
أَشْعُرُ أَنَّنِي بَيْنَ مَوْجَاتُ الْفُؤَادِ
أَطْفُو وَ أَسْبَحُ بِالْمَاءِ الرَّقْرَاقِ
غَيْمَةُ غَيْثٍ بِالأَجْوَاءِ
عَلَى الأَرْضِ تَهَاطَلَتْ بِأَلَقِي
فَهَلْ أَنَا بَحُلْمِي أَمْ مَنَامَتِي؟
إنْ كَانَ حُلْماً ..فَهَذَا عِبْقِي
وَإِنْ كَانَ مَنَامَةً فَلاَ تُوقِظُنِي
فَبِهَا تَصْحُو الرُّوحُ بِصِدْقِي
30/1/2012
سلا // المغرب