هـذا الجـنــونُ إذا تـكـلـّمَ وادّعــى
سيقودنا نحو النهايـة مُسرعـا
مــــاذا نـظـنّ وقـد ركـبـنـا مـوجـة ً
ضربَت ضفافَ الطيش كي تتوسّعا
وهجٌ من العشق الجريء .. مُمَزّقٌ
ضحِكت عيـونُ البرق حينَ تجمّعــا
وحكاية ٌ للشمس بعضُ همومِهــــا
أن تستبيحَ الليلَ كي يتوجّعــــــــا
يا منحة َ العُمر البخيل .. وفرصة ً
إن لم نحاول مَسكها لن ترجعــــــا
هل يعلمُ الزلزال أنّ جنوننـــــــــــا
يكفي لسطح الأرض كي تتصدّعـا
* * *
عنوانُ تاريخ العلاقة بيننــــــــــا
السَيرُ عكس الريح يغدو مُمتعــا
وكلامُنا في الحب حين نقولــُـهُ
في مَنطق الأطفال يبدو مُقنعــا
(لا قفزَ من فوق الحواجز في الهوى
نرمي على وجه الحواجز بُرقعا
والبحرُ .. لا خوفٌ يحيط مياهَهُ
يكفي بفتح شفاهنا أن يُبلعـــــــا)
يا رحلة َ المجهول أوضحُ ما بها
أنّ الضبابَ طوى الجهاتِ الأربَعا
عَجبَت كُراتُ النار من إصرارنا
في لعبة ٍ لم تُبق ِ مِنّا إصبَعـــــا
* * *
تبّا ً لهذا الشَوق كيفَ أحالنـــا
بالحُب مَجنونَين لم يتورّعــــا
حتى كأنّ الموتَ أصبحَ رغبة ً
قلنا لهُ لبّيكَ لو يوما ً دَعــــا
نمشي على نزف الجراح كأننا
نمشي على القدّاح حينَ تفرّعا
ونعاكس التيّار في إبحارنـــــــا
إن قيلَ هل تَسعَونَ قلنا إن سعى
أرواحُنا فوق الأكفّ هديّـــــــــة ٌ
لو يقبلُ الحبّ العفيفُ تبرّعــــــا
وعيوننا جذلى .. لأنّ رموشنا
لم ترتجف إلا لتذرفَ أدمُعــــــا
* * *
صبرا ً على الشوق العنيف حبيبتي
فلديّ منه العنفُ صار مُرَوّعا
وإذا ترَكنا الأمرَ خلفَ جنوننـــــا
لا رَيبَ أنّ الشوقَ يذبحُنا مَعــا
سعد علي مهدي