سعد الحجي
-1-
مِراراً ،
رششتُ الدربَ بموسيقى الصمت..
رويداً ،
أعشبَ النسيانُ رماديّا على جانبيه..
النسيانُ المحايد
يزحفُ عبْر النوافذِ ، بين الجفونِ ، عبْر العيون ،
يفترش رفوفَ الذاكرة..
لن يدعَ أرجوانَ الندمْ ،
لن يترك فسحةً للألمْ ،
اللوحةُ اكتملتْ رماديّةً هادئة ،
وأنت تنامينَ قريرةَ القلب.
-2-
حينما تتقنينَ الغيابْ ،
الغيابَ الترابيّ القاحل.
ألتفعُ بـ لامبالاةٍ زرقاءَ شاحبة
تكللني
سماءً تتسعُ وتتثاءبُ بأمانٍ
إذ يتراكم بين ثناياها الغمامُ
قطنيٌ .. قطنيّ ..
-3-
يجنُّ الليل ..
الليلُ يجنّ ،
فيلتهمَ القطنَ الأبيض بنهم.
ورغم الندى من حنين ،
ونجومٍ لُجينية لا تعدو عن كونها أمنيات ،
الليلُ يجنّ
وتستبدّ ضغينةٌ كالحة ،
ظلماءُ .. ظلماء ..
-4-
هل ستصدّقينها!
أم سترين من حيث تختبئين
خلال الأستار المائية
أن المهرّجَ البشوشَ
يخفي مناديلَ الأمنيات البراقة
يطلي قلبَه بالسوادِ كي يسامرَ الليل
وينتظر انبلاجَ النهار
وتتابعَ ألوانه ؛
الترابيٌّ من غيابْ ..
الأزرقُ من يبابْ ..
الأبيضُ من غمام السرابْ …