سوزان سامي جميل
مهداة لضحايا الخميس الدامي في بغداد
غياب
ظلام
جمود
وظلك الباسم على نعش الحرير والزنبق
يقدّس هالات الشتاء الأحمر
تجره خيولٌ صهيلها من علقم
وحوافرها من زقوم
معتوهة أغاني المواسم
تتلوى
بنفخةٍ في صُلب ضمير أحمق
……………………………….
سعال
نباح
كابوس
وأرجوحةٌ لازالت تئنُّ من وقع خطى الراكبين
ألستَ يابني ماضٍ بجناحي نورسٍ جبان؟
تقودك جنياتُ السفر الميت
تدور بك كحصان جامح لا يثنيهِ البارود
تحن اليك ارتعاشة طريق طويل
على حافاته تخشع الطحالب
يعوزها الرقص في العفن الساكن هناك
ومامن مجير !
………………………………………..
استخارة
تهدج
نواح
وملاءة حطّت على أرغفة المدينة
أعارتها لطفل في حضن أمه يحترق
فتراءت من الاحداق ألفُ حمامة
تعشش في مهودها ضحكاتُ أمهات ميتات
…………………………………….
جدول
قنطرة
جحود
وبلبل يبكي حبّاراً يشي بأقرانه
سحقاً لعبيد الهلع النابت في قطيع الكلمات
نعيقها تسلل لشراييني
أحال الربيعَ لغولٍ لا يموت
……………………………………………….
جبل
شمس
دموع
وطفلة ماتت بموتها البجعات
غريبة أصوات مزاميرها الغنية بالتمرد
تسحق خرابي
ليتجلى حريقا بقلب محاراتي
…………………………………………….
غضب
غمام
خسوف
وبرعم تسلق سفحاً بأصابع من حرير
دهس شبحاً يلهث سرّاً
خلّف ظلاً لعنكبوتٍ نتن
يغوي فاتناتِ النهار
تشنّجَ ذات غيظٍ
فعبث بقلبه الثعبان الكبير
……………………………………
قلق
ضحك
ارتواء
ونزيف هائم من عنق زجاجة
تعجلَ واشترى بالماء سُكْر الياسمين
حفرَ غلالةً وجلس على مثواها
سلطَ على الافواه أسباطه
زرع في خاصرتها عنقود ظلام
أغرقها في غيومه الحمراء
لتستحيل الداكناتُ الى وديان زعيق وعواء
………………………………………..
كندا
ديسمبر 2011