*خشيةَ ملامسةِ الورق
دوَّنْتُ طلباتِ البيتِ على كفّي
أعدتُ حسابَ أسعارِها
على أصابعي عدةَ مرات
حاملةَ راسي مجتمعا
بكلّ شي داخلَ جمجمتي..
ألف..ألفان..عشرة.. عشرين..
وتوقّفتُ عددُ تلك الأزماتِ
التي ليست على وشْكِ البكاءِ
بل على وشكِ الصُراخ..
تجاوزْتُ في السوقِ
نصفَ احتياجاتي
من اللحمِ والسمكِ
بضمّ إصبعين على راحةِ يدي
لتسقطَ عشرةُ الاف ..
ولغرضِ إسقاطِ عشرةِ آلافٍ اخرى
تجاوزتُ شراءَ الفاكهةِ والحلوى والمكسّراتِ
لينضمّ إليهما
إصبعان آخران ..
كنتُ تواقةً لمعطِّرِ الجسم
بنكهةِ الفراولةِ
لكني استبدلتُهُ بقنينةِ ماءٍ صالحٍ للشرب..
وخشيةَ سقوطِ بقيةِ الطلباتِ
تجاوزتُ ملامسةَ أصابعي
وإلا لماذا كانت هناك
رغبةٌ بالشراء …
عليه
غيرتُ عُلبةَ الدواءِ من ماركتِه العالميةِ
الى ماركةٍ عشبيةٍ مفعولُها لساعات ..
غيرتُ نوعَ سكائري الصالحةِ للتنفّسِ
إلى نوعِ سكائرَ
كتبَ عليها: عليك الموت
بأقلّ الأشياءِ
مادمتَ لا تستطيعُ خزنٍها
في ثلاجةٍ تفتقدُ الهواء
تجاوز أجرةِ نقلِها
بشراءِ كيسِ حليبٍ
لطفل
أرهقَنا صوتُ بكاءِه
وأنصتْ لنداءاتِ الباعة
وهم يفركونَ كفّكَ بكفِّهِم
بفكرةٍ تتوسل الخروج من هذا الذي أشعرُ به الان
غدا اموت..