الفراشة
اتجول في مدينتي وتلك البحيرة بين حين وحين
وشاهدتك يا فراشة من غصن الى غصن تطيرين
وتمنيت ان اعرف يا الجميلة عن ماذا تبحثين
هل فقدت وطنا مثلي وفي بلاد الغربة تعانين
ام قد هاجرك حبيبك وفي السراب والخيال تمضين
ام فعلا انت سعيدة وفي روعة الاجواء تمرحين
انا لا افهم بلغتك وانت بلغتي لا تفهمين
ساخبرك حكايتي عساك بلغة حب القلوب تعرفين
قد كانت لي فراشة صغيرة رعيتها بحب و حنين
ورحلت عني بعيدة بعد ان احببتها بعشق دفين
ولكنها لم تبادلني الحب وقالت باننا مجرد صديقين
وانها صغيرة في بداية التنهد وبعمر الياسمين
وقالت بحماقة هل نسيت بانك تكبرني بسنين
وبانها ستتزوج من شاب بعمرها وتبادله الحب الامين
والذنب ذنبك فكان حبك من طرف ولا طرفين
وانقطع اخبارها الا ان رن ذاك الهاتف اللعين
واذا بها تسالني بكل سزاجة كيف حالك يا مسكين
وانها حبلى وتعاني الغثيان والضعف بسبب الجنين
فقلت الا شل لسانك عساك من الحمل تموتين
فضحكت وقالت كلامك ليس من القلب بل الشفتين
فقلت صدقت فان ٠قلبي مازال ينبض بذاك الحب الدفين
وقد اصابه العجز ،الضعف ،تخثر ورجفة الاذين
فايتها الفراشة الجميلة كوني لي المرسال الامين
واخبريها بحق الغرام والشوق والذكريات وقبلة الجبين
ان تكف عن تعذيبي وهلاكي طوال هذه السنين
والا سيصيبني الشرود و الجنون كحال القيس المسكين
فيأبى قلبي ان يحب غيرها رغم موقفها المشين
وليسامحها الله رب الغرام وكل العاشقين
فامضي يا فراشة فقد اعدت لي ذكريات السنين