اعتراف السنوات في ليلة اخيرة
علي الفواز
السنواتُ تهربُ كالقططِ،
لا تتركُ للفئران سوى مواسم التكاثرِ..
توهمُ العائلةَ بالمواءِ، ودفءِ المواقدِ المهجورة..
السنواتُ تقشّرُ جلودَنا بالسكاكين،
تعلّق نياشينَ الوقتِ على قمصانِنا المقدودة،
تسخرُ منّا، نحنُ الاولاد/ العدائون،
تبادلنا بالفراغِ، واغاني الحربِ،
ومراثي النساِء المعلولاتِ بالنشيجِ..
السنواتُ اسلمتني للريحِ، أوهمتني بالراياتِ،
شاطرتني ذاكرةَ الخطيئةِ،
ومقبرةَ الوقتِ،
لم تدلني على نارِ الأنثى، وعلى عشبةِ كلكامش..
السنواتُ تركضُ فيَّ،
تدسُّ في جيبوبي الحصى، والرصاصِ وسكاكرِ الجنس،
تضحكُ مثل شيخوختي،
على اصابعي وهي تصطادُ الفراغَ،
بعيدا عن لمعانِ الجلدِ، وياقوتِ الشَفة السفلى
ومرمرِ العنق، ونحاسِ الصدر، وبراري السرّةِ الملكية..
سنواتي تنامُ بعيدا، وانا انفرُ وحدي مثل حصانٍ تائه،
ابحثُ عن طرقِ المعنى، وخارطةِ الليل، وقدّاس العاطلين
عن البياض..