سَيُزْهِرُ الربيع ويشرقُ الأمل …!!!
أيها التّواقُ إلى الحُبِّ والنبوءة والأبدية
كُنْتَ تُبصر جُثّتكَ النازفة وسط القلق والألم
وتتنفّسُ هُموم العالم وتغرق في العتمة
كانتْ دموعكَ تتساقطُ بغزارة على روحكَ العذراء
إيّاكَ أنْ تتراجع وتستسلم للموت
إجعَلْ من دمكَ خُبزاً وورداً وذهباً للجائع
كُنْ نجماً يلمعُ بتموجات الشمس الذهبية
أُصْرُخْ بكُلِّ قوّتكَ وقمّةِ وجَعكَ وسُطوعكَ
لا يعرفُ أسرار صبركَ إلاّ الماء والشمس والشجر
ستعتذرُ لكَ الغيوم والأكفان والفواجع
ويتحوّلُ حزنكَ المالح الى عسل الرب
سَيرسُمكَ الجمالُ على ألوان الطين
لن تنامَ على الأرصفة قُربَ براميل القُمامة
ولن تُحدِّقَ في أعماق القدور الفارغة
مُسترجعاً ذكرياتكَ وتاريخ طفولتكَ البائسة
آنَ الأوان لأوجاعكَ وآلامكَ أنْ تُثمر
ولقلبكَ أن ينبض ولجُرحكَ أنْ يُضيء
إطمأنْ، قريباً سيلتمسُ العميانُ لنوركَ
أنتَ شجرةُ المرجان التي تُثمر الجمال
إنهَضْ أيها الثري بالفضائل واسترد أنفاسكَ
لَمْلِمْ روحكَ واكملْ دورة هذا الشقاء
لن تسحقكَ وتُدحرجكَ أقدام العابرين
في الدروب المُزدحمة والأزقّة الضيّقة
وتزجكَ في مُلحقات المجهول وبشاعة الخراب
بين جفنيكَ سَيُزْهِرُ الربيع ويُشرقُ الأمل !