ذاكرة جندي
سعدي عبد الكريم
الليل طويل
والنَّجوى تستيقظ من غفوتها
الضَّوء غادر للتو خلف السواتر
صوب العتمة..
من يمحو من ذاكرة الجندي
أيام الحرب
ثقل الخوذة على رأسه
وآثار السلاح على كتفه
ومن يمسح دمعة ثكلى
من يربِّت على رأس يتيم
من يعطي للمتسوّلين اغطية
تُقيهم حرَّ الصيف
وبرد الرَّصيف
من يمنع البلابل عن تغريدات الغبشة
هم .. وحدهم يعرفون
الذين ينامون
على بطونهم المَملُوءة
بمال الشعب
وحينما يصحون من سكرتهم
يبصقون على وجوههم
في المرآة !