( ندوبٌ صغيرة )
…………………….
أعترفُ لكِ
أنني لمْ أعدْ مؤهلًا كما في السالفِ؛
لخوضِ حربٍ جديدةٍ في الحبِّ
وأنًّ صورَ فناجينِ القهوةِ
التي ترسلينها في أولِ النهارْ
موؤودةٌ في ذاكرتي …
فقطْ رائحتُها التي تشبهُ رائحتَكِ تمامًا
تبقى عالقةً فيَّ
حتى النهارِ التاليْ .
وأعترفُ ..
أنني أرغبُ أنْ أتقاسمَ معكِ
رغيفَ خبزٍ وكأسَ لبنْ ..
كما يفعلُ جنديانِ في المعركةِ
والنظرَ إلى ما تخفيهِ الجبالُ والسهولْ
من أسرارٍ الشجرْ
أرغبُ..
لكنَّ يديَّ تيبًّستْ كما الشجرْ
من بردِ الزمنِ .
هناكَ ندوبٌ لاحصرَ لها في صدرِي
أرسلي لِي
قارورةً صغيرةً من ملمسٍ يديكِ
لإزالتِها
وزفرةً منْ تنهُّدٍكِ
الكفيلِ بإثارةِ عواصفَ
لانهايةَ لها من الشعرِ عنكِ .
أعترفُ لكِ أيضًا
أنكِ موغلةٌ فيّ لدرجةِ الهذيانْ
ولهذا يجبُ أن أتلوَ الليلةَ بخشوعٍ
بعضَ رسائلِكِ
على مسامعِ الشجرِ اليابسْ
لطردِ أحزانِها
رسائلُكِ مليئةٌ بالماءِ حدَّ الفيضانْ
والتي يتسابقُ عشاقٌ العالمِ
لغسيلِ قلوبِهم بحروفِها ..
والطيورُ التي تصطفُّ على ضفافِها
هي أيضًا ستٌصغي
وسأرفعُ من نبرةِ صوتي
في الرسالةِ القصيرةِ
التي تذكرينَ فيها
كيفَ نزلتْ
قربَ مخدةِ نومِكِ نجمةٌ
لتحْرُسَ عِطرَ أحلامِك البيضاءْ .
البلادُ التي أحِبُّها ..
كمْ تشبهكِ
بفارقين لاثالثَ لهما
لونِ الدموعِ في العيونْ ..
واتساعِ الذراعين حينَ تُفتَحانِ ..
على الضوءِ والحبْ .
••
~ رياض ناصر نوري ~
سورية – تشرين ثاني ٢٠٢١م