أخيرًا !
_____
أخيرًا ،
تخرج من رأسي كقصيدة
أدمنتُها، فأدمَتْني …
كآخر قافية
لطالما عليها توقّف
نبضي…
بثبات أمضي أنا،
على خصر هشاشتي ،
بينما تسقط أنت
على رأس اتّزانك …
أخيرًا ،
أحسّ بالشّبع !
كم كنت لك أتلهّف
أنت الصّائم دهرًا …
تداعبني تخمة
ما أرحمها ،
بعد نهمٍ ما أبشعه !
أخيرًا ،
بتّ أمقت
الأشياء الرّصينة
كقلبك الثّقيل بخوائه …
لقد أغرقك عميقا
،
و نجوت أنا بأعجوبة
بتّ أتحسّس ثبات السّطح ،
صرت كما القشّ ،
أحبّ القشور
الضّاربة في العمق ….
أخيرًا ،
كجنديّ منهك
أصبحت أراك ،
بعدما كنت بعيني ،
الصّقر الصّامد …
للبؤبؤ أيضًا زواياه الخفيّة ،
كنت أنت أجملها
إلى حين …
أخيرًا،
نكاية في خوفي الأبديّ
من فقدانك ،
كمؤبّد كُتِبَ بمداد الشريان ،
ها أنا أتلذّذ بنزفي !
لم يعد للخوف عليّ
من سلطان
أنت المفقود أبد الأبدين ،
تليق بزنزانتك الشّاهقة …
قضبان الخوف لا تُهزم
إلّا من خوف أكبر ،
و ليكن من فقداني أنا !
أخيرًا ،
بتّ أحبّ الحرب
تلك التي تلوك السفلة …
تسقيهم ملعقة
من حمم الجبن حينًا،
و تذرف ملاعق
من صقيع الفقد
أحيانًا …
كم يشبهك ذاك السّلام
المزعوم
و الحرب تنهش دواخله
ببطء مريب !
أخيرًا ،
كفوهة بندقيّة تنتشي
حين تُخْرِجُ آخر
رصاصة غدرٍ،
أنفض عن قلبي ذكراك ..
تتناثر أنت عشقًا ،
ألتئم أنا صبرًا …
لا وقت لديّ للنّحيب
صوتي
و الصّدى، على
جثمانك يتراقصان
كغجريّة
ترتدّ عن صمتها ،
مزغردة لأوّل مرّة،
أخيرًا ….
فريال