ثمّة اشياء لا تُفسّر الاّ بالصوت والصورة
محمد حمد
سئمتُ الانتظار على ارصفة النسيان المتربة
برفقة مراهقين من كبار السن فقط !
أكلوا اعمارهم على ثلاث موائد شحيحة:
الطفولة والصبا والشباب…
صرتُ استجدي الابتسامات على علاتها
من متسولي الحب واشباه العشاق
وانصار “عش انت…انّي متُ بعدك”
اختلطت في مقلتيّ لواعجُ مشتاق لمشتاق
بصراخُ الابكم
وصمتُ الجندي المجهول
وأشياء أخرى لا تفسّر الا بالصوت والصورة !
بمناديل مرصّعة بلآليء الكلمات
وأريج الذكرى
جففتُ دموع أكثر من مجنون
كان يبكي على ليلى سواه !
وودّعتُ تباعا
قوافل هند وخولة وام الحويرث
الى صحارى الذئاب
ومدن الضباب
دون أن ابتعد قيد أنملة
عن حدود ذاكرتي !
بدأتُ رحلة الانتظار مشيا على أسنّة القوافي
حافي القدمين
خطوة إلى الأمام
وخمس خطوات في نفس المكان
(المجهول)
حتى اكتشفت أن الأرض فعلا كرويّة !
وكانت تحصي خطواتي
باثر رجعي
نيابة عن اشباح مزوّدين
بعيون
حلزونية الشكل
ونظرات كاتمة للصوت…