حُروفٌ كَالفَرَاشَاتِ
* فقطْ في بلادِنا العربيَّةِ
يَقيسونَ الحُزنَ
بِأمتارِ القُماشِ الأسوَدِ
الِّذي يُغطِّي جسَدَ المَرأةِ
أيَّامَ الحِدادِ
* رُبَّ مُتَجَلبِبَةٍ بِالأَسوَدِ حِدادًا
وَقلبُها عارٍ منَ الحُزنِ
ورُبَّ رافلةٍ بِالأبيضِ
والحُزنُ طَرحَةُ قلبِها
* لِلحُزنِ على الميِّتِ قدَاسَةٌ
لا يفقَهُ كُنهَهَا إلَّا الحُكَمَاءُ
أَمَّا الحَمقَى فَيُفسِدونَها
بالجَلَبَةِ والعَويلِ واللطمِ
* أولئكَ الَّذِينَ لَا يرَونَ حُزنَكَ
وأنتَ تبتسِمُ
قلوبُهم عَميَاءُ
فَأشفِقْ على عتمَةِ أرواحِهِم
* أَخبَرَنِي الإيمَانُ
أَنَّ أعظَمَ حُزنٍ
مَا لمْ يَسمعْ صوتَ صُراخِهِ
سِوى صَاحبِهِ
* أَخِيرًا رَتِّلوا فِي قُلُوبِكُم:
وَحدَهُمُ العُرَاةُ مِنَ الإنسَانيَّةِ
لا يَستَطِيعونَ أَنْ يرَوا
ثَوبَ حُزنِكَ الشَّفَّافِ
ميَّادة مهنَّا سليمان
حُروفٌ كَالفَرَاشَاتِ
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا