وددتُ أن ألتقي الله لمرّة واحدة في حياتي
لكنه، ولأسباب مبهمة، لا يحبذ أن يلتقي أمثالي
أو يتجلى لهم على هيئة طير أو عمود نار أو حمامة.
ركبتُ السفينة مع نوح وحيواناته البرية
كان كئيباً لأن زرافاته أصابها الدوار
والقطط لا تأمن للماء
قلتُ له دلني، وقتها كنتُ أقف بجانبه
مسكني من كتفيّ دفعني إلى النهر،
وكان يبكي.
عبرتُ النهر حتى وصلتُ ابراهيم
كان يستعد لأن يطبخ أبنه على العشاء
أخذتُ الحربة من يده، صرعته
ثم فرّ الولد المسكين من الموت.
قلتُ له أرني ربك
لكن الشيخ أشاح بوجهه عني،
ونام.
صاحبتُ موسى، مشيتُ معه في البرية
قلتُ له دلني، لكن الرجل استأثر به لنفسه
ولم يخبرني.
وصلتُ لعيسى
كان معلقاً على خشبة
طُعن في قلبه بمسمار من الشكّ
أراد الناس مثلي، أن يروا هذا (الله)
عبثاً حاول أن يصرخ،
يستدعيه
يستغيث به.
قال كتبته فيما بعد
ان الله نزل ليلاً وحمله إلى غرفته السماوية
ونزل معه رهط من خلق نجهلهم
هل رأيتموه؟ سألتهم.
أغضبهم قولي فهيأوا لي الخشبة!
في الصحراء
كان الظمأ قد قتلني
وصرتُ اسأل عن الماء
ولم أرتو.
….
كل ما في الأمر أنني وددت أن ألتقيه
أن أشرح له أسباب تعاسة العالم
أصف له شكل الحزن
لون الدمع
ثم أحمل إليه بكفيّ دماء أسلافي.
لكنه، ولمصادفة نجهلها
لم يحدثه إلا هؤلاء
ولم يرَ سواهم.
ميثم عبدالجبار
وددتُ أن ألتقي الله لمرّة واحدة في حياتي
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا