منذُ فجرِ الخَلْقِ والإبداع والتّكوين..!!!
لم أعرف طريقاً يقودني إلى الجُلجُلة
مازالت تنهُّداتي ولهفاتي مُعلّقة على الصّليب
تنتظر صبر مريم وصُراخ المريمات
ما أصعبَ الغياب حين ينقطعُ حبل الوريد!
وحيداً وغريباً أتنفّسُ وجع الإنتظار
المُفَخَّخِ بالآهات والزفرات والمرارات
على ممالك الشّتات وتخوم الرماد
أنتظرُ أجواق العازفين في ساحات الحُبْ
أُسامرُ تماثيل الثلج والمرايا الصامتة
التي تُمشِّطُ شعرَها وقت الضباب
أغوصُ في أوحال الرتابة والإستغاثة
أمتطي شهوة الهواء ورجفة الريح
وأحتفظُ بذكرياتي المُزخرفة بالطّينِ
حين تمرُّ عليَّ أسرابُ الحمائم
وهي تترقّبُ شموعَ حنينها واشتياقها
لأرصفة ذكرياتها وحدائق ياسمينها
وتحنُّ كالعصافير الى أعشاشها
مَنْ يجمعُ أشلائي وأعضائي المُتساقطة
من عروش الأُمنيات والخيبات ..؟!
تجري دموعي كالأنهار بلا سَبَبْ
تتشظّى أدغالُ دَمي وشظايا روحي
في كُلِّ الأمكنة المفتوحة والمُغلقة
بعد أن ودّعتُ السّعادة والجمال
على مشارف البهاء ونوافذ اللّذة
لازلتُ أصيحُ كالمدى وأنتظرُ انكسار الغروب
كطفلٍ مُشرّدٍ جائعٍ ينتظرُ ثدي الأُفق
أدقُّ مساميرَ النّدَمْ في نُعوش العَدَمْ ..!