أريدكِ غيمةَ بيتي
تشاركُني ريَّ صبيانِنا
وظِلاً ظليلاً لنا وحدَنا
ولاتعبئي حين ينتابُني الحزنُ والصمتُ
حدّ اشتعالِ الفؤاد
تميلين عني جَفاءً
أنا عائمٌ بالأسى والذهولْ
أصرْتِ زفيرا ثقيلا يضيقُ بصدري؟؟
والشهيقُ العميق يعانق أحبابَنا في المنافي
فكيف أنوشُ الحروفَ و أصطادُ تلك القوافي؟!
أريدكِ وضّاحةَ ، ناصعةْ
كقلبِ صبيتِنا العاشقة
أريدكِ نافذتي…شُرْفتي المشرعةْ
تطلعين كما الشمسِ دافئةً ، ساطعةْ
تُجفّين بردَ الثلوج التي عمّت الدارَ والساكنين
يخالجُني هاتفٌ بأن أسبرَ السرَّ في أصغريك
وأصقلَ قلبَك صفوَ الأمومةِ
إني أراهُ علاهُ الغبار
في ركام السنين المديدةْ
متى تعشقينَ رؤى شقوتي؟
أراكِ ارتحلتِ بعيداً !!
أهذا الوداعُ الأخير ؟
ولكنّ عطرَك لامسَني في المساء
واعتراني كذكرى الفتوةِ
يلتفُّ بي كالوشاحِ الذي ظلَّ ابيضَ
منذُ اشتريناهُ قبل المشيب
منذ كنّا صغار
وصيّرني عاشقاً رعشَ القلبِ
حاني اليدين
تذكرين الدروبَ التي ضيّعتْنا؟
وكنتِ دليلي ، مساري الأمين
وحين يُشتتني العمرُ
صرتِ يدي وعكازيَ الصلبَ في الطُّرقات
حائطي ، سنَدي حين طاحَ بيَ المخبرون
ومتَّكأًً لشيخوختي حين تغادرُني قُوتي
كنتِ سقفاً حماني ، من لصوصِ النهار
من لصوصِ الجنون
من ندامايَ أيام عشتُ المجون
ومن قاذفي الرعدَ والبرقَ بالمنجنيق
أريدكِ إطلالةً دائمةْ
أطلّ على أصدقاءِ الزمانِ الجميلِ الحنون
أرى شرفتي، شهقات القصيدةِ تسلب لبّي
أريدك حرْزاً يصونُ وجودي
تميمةَ عمري الذي ضاع بين الشكوكِ وبين اليقين
وبين الطّهاراتِ والموبقات
علامَ ارتحلت سريعا رفيقةَ عمري
وقلتِ وداعا وداعا بلا أملٍ في اللقاء