عيد يصارع الغرق
———————-
عيد مشحون بالبؤس
رواده عاطلون عن الأمل
يصارعون الغرق في محيطات الملل
قال أبي لا تبتهجوا بهذا العيد ..
الدمع يبلل عنق صباحاته المجروحة
صهيل تجاعيده يسحق أنين التعب
رياح الحزن تعصف في فصول غضبه
الخوف استعمر هياكل قلبه
والجوع أحرق جسد أمله
وها نحن نتنفس الموت في زحمة الضياع
البطالة تأكل البشر أحياءً
ولحوم الفقراء تباع بأبخس الأثمان
سمعت أحدهم يردد : حي على الصبر في زمن مدقع بالقهر
مهلا لم يكن هذا أبي
اخضرار صوته أيبس مسمعي
شاب مخدر في موسم العطاء
تذرف حنجرته مرارة الكلام وصلاته يرددها الأنام
نفوس حائرة
وضوارٍ ماكرة
لا تأبه الا لبطونها الفارغة
يمرون على جثثنا مرور اللئام
ويزخرفون الظلم والطغيان
كلما ضعفنا شدوا وثاق ضمائرهم الغائبة
فتحرك جشع غاياتهم الساكنة
أراقوا هيبة الوطن وقضموا جذع شموخه
وكل يوم تحتضن الشاشات اوجاع اليتامى وتجدد أفراحنا أسفارها ….
الوطن لا يهان
المجد للأوطان
والصبر للإنسان على مُر الزمان
سنستعيد نضارة أعيادنا مع الأيام
فعين الرب لا تسهى ولا تنام
– هدى غازي –