ستكون قويًا لبعض الوقت، أو بالأحرى ستحاول..
ستكتب بالشكل الذي يجعل من الحياة مكانًا مقبولاً ليومٍ أخر،
وتعمل لساعات إضافية محاولة في جعل حياتك
جديرة بأن تعاش..
ستتعلق بأوهام أخرى،
أو تعود لأحلامك القديمة التي تناسيتها
تنظر لوجوه عائلتك فردًا تلو الأخر
وتفتعل الحماقات مجددًا،
ساردًا نكات مكررة منتظرًا التأثير الذي سيبدوا
على ملامحهم حيال ذلك.
ستتأمل مليًا في الأشياء حولك، برغم أنك متعب
وبالرغم من أن الحياة تمضي على وتيرة واحدة
وتؤمن من كيانك أن الآلام تتوسع..
والأشياء المؤلمة التي عايشتها تتخلد في مملكتك الوجدانية
وأنك تنسى وجوهًا أحببتها..
وتأقلمت مع ضعف ذاكرتك،
ونسيت من بكيت لأجلهم البارحة..
ستتمعن في الوهن والمرض،
الهرم والشيخوخة
في الموت والرحيل، الضعف واستحالة الوقوف
في البغض والكراهية،
في المشاعر الواعية والزائفة أيضًا..
ستفكر في كل شيء كما لو أنها الحياة داخل قارب ضخم وكل المشاعر الإنسانية موضوعة بداخلها،
ولن تنسى بالتأكيد الذين حفروا في أعماقك طويلًا وأفجعوا كينونتك برحلة سماوية مباغتة..
ستعاني لأنك تراعي تناقضًا فظيعًا في شخصيتك
لأنك تحب شيئًا وتفعل نقيضه
وتراعي المجتمع وضوابطه الفظيعة التي تقيد حرية
الإنسان وانسانيته
وإزاء كل ذلك ستواجه حربًا شرسة بين تداعياتك وإيمانك
وبعد ذلك ستعود لتشكك في وجودك كله..
لتعود إلى الحروب الطبقية،
والطلاء الخارق للعنصرية…
وصولاً للجمال المنسوخ
ذلك الذي قد يحول عيناك أمام الحقيقي..
وأمام فيض الأفكار الهائل التي تصل بك للحروب
واللجوء
لتشكك في فكرة الأوطان نفسها،
لتسخر من وطنيتك التي تكون قابلة للتشكيك بمجرد أنك خارج الدائرة التي تسمى “بالوطن”
وبعد إذ تنصدم أنك فارغ، فارغ تمامًا
ولم يعد ما تود التكلم عنه جديرًا بالذكر
كل شيء مفروغ منه
ودون جدوى.
ملاحظة:
ماكُتب في الأعلى ليس نصًا أو ما شابه، هذا ما سقط من جعبة العرافة وهي تحاول التقاط آخر قطعة من أحجارها الكريمة،
ولأنني ماهرة في التقاط الآلام كما هي وضعته هنا…لعل متشرد أخر مثلي يعثر عليها هذا المساء.