مناديل
———————-
لم يبقَ في غربالِ الوقتِ
ابتساماتٌ مداوية..
أو سكاكرَ للصغارِ
لم يبقَ إلا الأعذار الواهية..
عريٌ مقيمٌ والحصى لئيمٌ
لاينضجُ في قدورِ الكذبةِ
جيوبُ العيدِ باردةٌ
كشتاءٍ بلا أنسٍ
منكوبةٌ كأعشاشٍ
مرَّ عليها التتار..
صامتةٌ كحكومةِ التسويفِ
في الأدغالِ النائية..
غامضةٌ كمدينةٍ
شربَ شوارعها الضبابُ
ألديكَ ياعيدُ مناديل
تكفي أمتي الباكية؟!
منديلٌ لأرملة
فرحتها مؤجلة..
تبحثُ عن نقطةٍ تختمُ
بها سطرَ الليلِ..
لتبقى على قيدِ الكرامةِ
منديلٌ لطفلٍ يمسكُ بثوبِ عفتها..
يعودُ باكياً من رحلةِ السوقِ
ومازالَ يرى أن الله هو بائعُ الحلوى..
منديلٌ لوحشةِ أبوابٍ
أوصدتها يدُ الموتِ
ولم يدفعْ أهلها
( بدلاً نقدياً)…
مناديلَ ليمسحَ المغبونونَ
الغبارَ عن ضحكاتهم..
لرجلٍ هناكَ على الناصية
يبحثُ في ( غوغل) ذاكرته
عن معنى الموتِ الرحيمِ
وأخبارِ الفرقةِ الناجيةِ..
منديلٌ بل منديلين
لزجاجِ يأسهِ ولعيني غربتهِ
منديلين ليرقص الحوتُ على أنغامِ الرعدِ في الأحشاءِ الخاوية
مناديلَ كثيرة لبلادٍ صارتْ صندوقاً للفرجةِ وَدَيّنٌ في عنقِ المستحيل..
ينامُ الدهرُ ألفَ دهرٍ
ولم تزلْ تجادلُ الهاوية..
لامناديلَ للمتسولين بأناقةٍ
ينقبونَ في القصائد
ِ عن صور الجياعِ واليتامى
يفترشونَ أرصفةَ الأمم
فيتبرعمونَ ويزهرونَ
وعلى شرفةِ الأيتام
لايمرُ ربيعٌ وتموتُ الخزامى.
—–
سليمان أحمد العوجي