أنا أهواك
*
أنا أهْواكَ إنْ أعْرضْتَ عنّي
وأُضْنى إنْ نأَيتَ فلا تَلُمْني
*
تُغرّدكَ العنادلُ كلّ يومٍ
فيبْتسمُ المنى في كلّ غصْنِ
*
تُمنّيني بكَ الأحْلامُ دوماَ
فمَنْ أنْساكَ أحْلامَ التّمنّي
*
ومَنْ أعْطاكَ أسْيافَ التّحدّي
ومَنْ أغْراكَ بالثاراتِ مِنّي
*
عَصِيَّ الدّمْعِ هذا بحْرُ دمْعي
تَنوءُ بِسُحْبهِ غَصّاتُ حَيْني
*
يعزُّ عليكَ بعْضٌ مِنْ دموعٍ
وقدْ غَرِقَتْ بها أنْغامُ لحْني
*
أتيتَ مِنَ النضارةِ زهْوَ ورْدٍ
وحزْتَ مِنَ الغضارةِ ضحْكَ سِنِّ
*
رهيفَ القَدِّ كمْ أضْنيتَ قدّي
رنينُ هواكَ عادَ يصكُّ أُذْني
*
وأدْميتَ الْفؤادَ لكلّ صبٍّ
وبدّدْتَ الرّقادَ بكلِّ جفْنِ
*
رجَوْتُ وروْدَكَ الْجذْلى تراني
لأَدْمَتْها مَراشِفُ بَثِّ حُزْني
*
بِكَ الْأطْيارُ تَجْلو كلَّ همٍّ
فيا طيرَ الهمومِ دواكِ غنّي
*
وأدْري قبْلكَ الْأزْهارُ تزْهوْ
فيا زهْرَ الغرامِ خذلْتَ ظنّي
*
وظنّي بالصَبا يهْفو عليلاً
أرى بالْعَصْفِ قدْ أقْذيتَ عيني
*
أَجُنّ إذا أُحدّث عنْكَ لكنْ
عَقِلْتُ فهاضَني منْكَ التجنّي
*
وأغْربُ ما جرى ليَ منْك أنّي
عليلٌ ما أراكَ سمعْتَ أَنّي
*
فما أنْكرْتَ مِنْ أيّامِ ودّي
وقدْ أُبْشمْتَ مِنْ أَنْخابِ دنّي
*
وكنْتُ إذا سقيْتُكَ كأسَ شوقٍ
كفرْتَ بكلّ أسْبابِ التدنّي
*
ولو فكّرْتُ يوماً فيك طيفاً
أُراوِدُهُ لقلْتَ إليكَ عنّي
*
فمَنْ أفْتى بترْويض الضّواري
سوى العينينِ والصوتِ الأغنِّ
*
ضمد كاظم الوسمي
شاعر العراق