داليةُ عنبٍ و .. ضيعة
عنقودُ عنبٍ قطفتَه لي يا جدي
لم ينضجْ بعد ..
إنّه الحصرم !
وكم أحبّ تلك الحبيبات الخضراء أغطُها بالملح
وآكلُ حصرمًا .. ولن يضرسَ الأبناءُ
فالأجيالُ القادمةُ أجيالٌ متجددة
متطوّرة ستنير منظومة كلّ تفكيرٍ
وتطوي صفحاتِ عاداتٍ وتقاليد
وتحرر الإنسانية من معتقلاتها ..
تحت الشجرةِ هناك ..
ترقد يا جدّي بسلام
ها أنتَ لن تفارق الضيعة بعد الآن
ولا حتى لشبرٍ واحدِ ولا لجزءٍ من الثانية
ها قد اتحدّتَ مع ترابها إلى الأبد
ها هي حاكورةُ المنزل غطتها أوراق الصقيع
وها هي عريشةُ الدّار خاليةٌ
إلا من نُدف ثلجٍ ما إن تعلن ذوبانها
حتى تدمع الأغصان حزنًا على فراقكم
ها هو المنزل فارغٌ إلا من أنفاسِكَ وأنفاسِ من رحلوا
الطريقُ إلى “عين صبيح” تئّنُ تحت
وطأة صقيع الغياب …
تفتقدك طرقاتُ القرية وتفتقد هدير سياراتك
من سيحوّشُ “المشّة،والعقّوب، والقرص عنة”؟
من سيقطف المقثة وحبات البندورة الحامضة؟
من سيجني العنب والتين؟
ومن سيحضرُ لبن الماعز ؟
من سيسقي أشجار اللوز والخوخ؟
ومن .. ومن
من سيعتني بأشجار الزيتون؟
سأسأل معبد “عين حرشا”
عن كوخِكَ الذي بنيتَه هناك
كم كنتَ تعشق الضيعةَ يا جدّي
يا فلاحًا أعطى الأرض جهدًا وتعبًا
أعطاها حبًا وحياةً وعمرًا
“عينُ حرشا” يا بلدةَ الأيونيين القدامى
أيتها القرية المنسيّة ..!!
هل لكِ أن تحتفظي بذاكرة أبنائك؟
فربما عادتْ آلهتُكِ يومًا ترمم ما سُرِق منها!
مشلين بطرس
2021/2/17