غيوم ٌ… وأبخرةُ لغة
على خشبة ِمسرح الأوبرا
وبينما أرقص وأصدقائي رقصة َباليه عالمية
وسط حضور مهيب ..
فجأة ً
لم يبقَ سوى شعاع مبهر مسلّط عليّ
وقد اختفى أصدقائي، وتلاشى ضجيجُ همس
الجمهور، وسكنتْ مقاعدَهم عيونٌ شاخصة
تلّمع في الظلام
هممتُ بالفرار …
لكنه أمسكَ بيدي متوشحًا
صوتَ محمود درويش
هامساً: فلنكّمل الرقص، فأنا “لا أريد الموت
مادامت على الأرض قصائد وعيون لا تنام”
مال عنقي نحوه
وغصتُ في نبضات قلبه التي
عزفتْ موسيقى حبٍّ حوّلت المسرح
إلى بلّور جليدي
رحنا نتزلج فوقه كبجعتين ترقصان
على ضوء القمر
ورحتُ أردد ماقاله نزار قباني مع بعض تعديل:
“وسوف أحبك َحين تجف مياه البحر
وتحترق الغابات”
ها قد تبخّر الجليدُ من تحتنا
وأصبحنا في عمق البحار
نرقص الباليه … ونطفو
ذكرتَني بما قالتْه أحلام مستغانمي:
“أن نحاذر َمن مغادرة حلبة الرقص
كي لا تغدر بنا الحياة”
ها قد سرق َالبحر حبّي من عينيكِ
وسكبَ في عينيي سماء ً
أهدتْ لعينيك ِزرقةً غطتْ سطح المحيطات …
ها نحن سويةً نقفُ على تايتنك الروشة
وسط جماهير يعلو تصفيقهم يدندنون بصوتٍ واحد
“في كلّ ليلة أراك َفي أحلامي وأشعر بكَ
فالطيران ليس جريمة ً
هاقد كسرنا الأقفاص” …
مشلين بطرس