بانتظار قنبلة
_________________
( 1 )
ماض ٍ بنا القطار
في رحلة ٍ وهمية ٍ ليس لها مسار
من ألف عام ٍ ..
والزحامُ ذاتهُ ..
والعرباتُ ذاتها ..
ونحن رغم صمتنا نخترعُ الحوار
قيل لنا لا تحزنوا ..
فإنكم أعلَون
مادام سيفُ صبركم يعرفهُ فرعَون
كي تنتهي رؤوسكم من زمن ِ الدوار
فارتجفت أحلامُنا ..
وصفقت أوهامُنا ..
ثمّ انتهت فرحتنا عند ضفاف اللونْ
من دون أن يعلمَ عن رحلتنا فرعَون
أو قبل حتى علمه ِ بأننا الأعلَون !!
( 2 )
ماض ٍ بنا القطار
أيامُنا طويلة ٌ ليس بها نهار
والشمسُ مالت نحو مستقرّها ..
في سكة ٍ سريعة ٍ يعرفها الجوار
لا وقتَ للصحو هنا ..
فالنومُ خيرُ صاحب ٍ في سفر ٍ طويل
والمرشدُ الكبيرُ قادَ حلمنا لشاطئ النخيل
قد لفّ حول رأسه ِ ما يُشبهُ الإطار
ثمّ استعادَ خطبة ً معظمها ..
يدورُ في دائرة ٍ من حطب ٍ ونار
والصبر للدموع في معرفة السبيل
يا جنّة ً ضائعة ً نبحث عن وجودها ..
وهو لنا دليل !!
أعظمُ فخر ٍ عندنا .. كان أبي
وكلّ مجد ٍ أصلهُ للعرب ِ
فإن وجدنا فجوة ً ..
تفصلنا عن كلّ مَن في الأرض
قلنا عندها …………….
وكان ما كان لنا في أبحر الخليل
من دون أن ينقذنا الصراخُ والعويل
(3)
ماض ٍ بنا ..
ونحن في متاهة ٍ تعرفها سيناء
نصنع من دعائنا أشرطة ً ..
نظنّ أنّ طولها سيمنحُ الرجاء
كي يستريحَ فوقها أطفالنا
ويستريح تحتها رجالنا
من دون أن ننسى ولو دقيقة ً ..
ما قالت العطور في ضفائر النساء
عن ثورة الجنس التي أعلنها الخفاء !!
أفواهنا من خدَر ٍ تعربدُ ..
أقوالنا ..
خرافة ُ المجد وحرفٌ أرمدُ
فكان ما كان لنا من برقع الحياء
أمثلة ً كثيرة ً يعرفها الرياء
ولم نزل نردّدُ ..
( إن مات منّا سيّدُ …. )
حتى قضَوا سادتنا في رحلة البلاء
(4)
كلّ القطارات أتت من بعدنا في رحلة الحياه
ثمّ مضت كالبرق في جوارنا ..
لأبعد اتجّاه
لكننا ــ والحمد لله على قطارنا ــ
نمشي على الرمل كمثل سلحفاه
من دون أن نسأمَ في زحامنا
من جيفة ٍ لدورة المياه
قيل لنا قطاركم لا يعرفُ المدى ..
قيل لنا ..
سكّتكم يأكلها الصدا
قيل لنا ..
لكننا ورغم ما قيلَ لنا
مستمتعينَ طالما كانت لنا جباه
تعرفُ كيف تنتمي لذكرياتِ آه
ولتكتب الدنيا مع الفجر غدا ..
أنّ لنا أسناننا وعضّة الشفاه
( 5 )
يا رحلة ً عريضة ً ضاق بها مسير
يا سرعة ً ضوئية ً يمشي بها بعير
من ألف عام ٍ والهوى هو الهوى ..
والذكرياتُ ذاتها عن خبر ٍ لكانْ
والشوق ؟
لا جديدَ في حياتنا ..
سوى غرام ٍ بائس ٍ من ذلك الزمان
أمّا المحطّاتُ .. فقد طال بها وقوفنا
واستهزأت من غصّة ٍ في صمتنا المرير
مذ صار همّ غيرنا ..
في البحث عن أجنحة ٍ
تجعلُ من قطاره ِ يطير
والبعض منّا همّهُ ..
في أن يعود راكبا ً حصانهُ الضرير !!
يا رحلة ً لم تعرف الأمان
إلا على مقولة ٍ ..
أو حكمة ٍ ..
أو قصّة ٍ لبيت شعر ٍ ..
لم يعد لنفعهم مكان
قد ضحكَ الفرعونُ من قطارنا ..
واضطربَت أنفاسُنا في الرمق الأخير
* * *
لا بدّ من قنبلة ٍ تنسفُ هذا الخدرَ المثير