لا تقطف الزهور الخضراء
انتشرت رائحة الورود،
يملأ عبيرُها أرجاؤ المكان
، داخل هذه الحديقة الجميلة الفاتنة
؛ أشجار متنوعة،
ومجاري مياه عذبة،
تقفز فيها الأسماك والدلافين
وصبي صغير، يمسك صنارة،
يحاول صيد أي شيء،
وصبية أخرى تجري
، تطارد الفراشات بين الواحة الشاسعة؛
كلها تخبرك عن جنة
كانت تختفي هناك في حضن الجبل.
لم يكن هناك وقت ولا زمن ولا تاريخ،
ولَم تكن هناك ألوان ولا قوس قزح،
ولَم يكن أيضًا برد ولا حر،
ولا ضوء ولا ظلام،
و لَم يكن جوع ولا عطش،
ولاموت ولا حياة،
و لم يوجد شر ولا خير.
لكنني وجدت أشياء أخرى جميلة،
لَم أتوصل إلى حتى الآن إلى وصف لها،
أرجوك تخيلها معي.
لم تكن لوحة عندما رأيتها،
ولكنه كان مشهدًا حيًّا
يصور الحياة في فترة مخاض
لنبوءة قد تحكي صورًا من الغد
الذي لا يريد أن يأتي أبداً،
أو مخاض لإبداعِ رسامٍ يجهل ماذا يرسم؛
عنده الفكرة،
ولا يعرف ماذا يرسم،
أو يحترف الرسم ويجهل الفكرة.
لَم أكن فيلسوفًا؛
ولكنني كنت محبًّا للحكمة،
ومن حقي التأمل والتمتع بجمال الطبيعة،
فهي ليست ملكًا لي و لا لك.
لم أكن عالمًا
يتحكم في ذرات وأجزاء الطبيعة؛
ولكن لي عقلًا بسيطًا تناجيه أفكاري.
و لم أكن شاعرًا أحترف نظم الكلمات
ولكن لي وجدانًا يعبر عما يجول بداخلي.
فلماذا تحرمني الحياة؟
دعني أغني،
دعني أرسم،
دعني ألعب،
لا تخنقني،
لا ترفض وجودي،
لا تعدمني؛
أنا هنا قبل أن تكون أنت.
ففي أحلامي أعيش حياتي بعيدًا عنك،
أرسم وأغني وأرقص. ابتعد عني،
وارحل، أو اتركني أرحل.
يبدو أنه لا فائدة؛ دائمًا تطاردني.
الآن سوف أرحل، نعم سوف أرحل،
وبينما أترجاه،
وجدت من على شاكلتي يقفزون سريعًا نحو الجنة
التى في حضن الجبل.
حاولت اللحاق بهم؛
ولكنها لازلت تطاردني،
من تكون أنت؟
أرجوك؛ ارحل،
ارحل بعيدًا عني،
قد مللت العيش معك.
وأخيرًا قررت الهروب إلى مكان بعيد
لا يعرفه هذا الجاحد القاسي؛
لكنني عندما قررت الهروب
صدر قرارُ اعتقالي؛
إلا أنني فضلت المقاومة لأحيي أحلامي؛
فالإنسان لا يعيش مرتين.
أموت أنا ويحيا إبداعي،
ويظل إرثي.
وعد أن لا أقطف الأزهار الخضراء؛
غير أني يوم أقسمت بذلك
كانت عيوني تبحث عن شيء آخر.
سامح ادور سعدالله