مصابة بهشاشة السمع
إذ كلما سمعت طرقا على باب جارتي
استرق النظر من العين الساحرة
وتندب يداي حظها
فهي لم تعانق دفئا
مذ غاب عنها صهيل حضورك…!
وفي كل مرة أتفنن فيها بعد
الشخطات على حائطي
اتناسا اعدادا كثيرة
فأنا لا أتقن العد لأكثر من مليونين و…. حسرة…!
نعم بكل مكر
بكر برود يصفعني الغياب
فأفتح له النوافذ
وازيل آثار التشققات في الجدران
أكنس الغبار من أمام بيتي
أرش الأرض بقليل من الماء
وانتظر
انتظر رياحا جديدة تحمل عطر عودتك…!
الملح الذي وضعته بجانب حافة الباب لمنع الحسد
بدأ بالذوبان
اترا كم أصبح الوقت طويلا في غيابك
اترا كم تشقق جلدي وانا اخاتل الساعات واضيف الملح
دون أن تراني عقاربها المسمومة بالصقيع والوحدة…!!
وبرغم كل هذا الوهن
كل هذا الفراغ
ألهث كل يوم لازين الطاولة
والكرسي الذي اعتدت الجلوس عليه
ارتدي شالي
واضع احمر شفاه فاتح كما كنت تحب
اصفف شعري
واترقب…
ثم اغفو معطوبة الحنين…!
ولاني مصابة بهشاشة السمع
توقظني قطرات الماء المنسربة
من ذاك الصنبور
حيث نسيته يوما مفتوحا
على هشاشة قلبي
والانتظار…!
كوثر الكعباني