قرب نافذة الفجرِ المكسورة
تطبعُ الريحُ قُبلتها الباردة …
( إعلانٌ أولٌ بقدومِ الشتاء )
موغلٌ في القِدم هذا البرد
معاطفٌ خاوية على عُروشِها …
يا لجهالتي ( هل كنتُ أكلم الريح ؟؟)
البرد قلقٌ مُتأزم بتوليد اللحظة …
زر النرد في لعبة
( الريح خاسرة )
كم عمرُ البرد ..؟؟؟
لا تسألني عن مواسمٍ ضاقت بصقيع الشتاء…
( تقول المواقد )
لماذا لا تهربُ الريح ..؟؟
لعلَّ أمها تنتظر عودتها للمنزل
أو لعلَّ قميصك لم يجفَّ بعد !!
نصفكَ السفلي يغوص في وثر الأسرّة
نصفكَ الآخر يترقب وتر الأكف الدافئة..
( أزرار قميصٍ مفتوحة )
بخورُ العرّافة ..هل يكفي دِثاراً لليلة كاملة ؟؟
ليتها تنبؤني المرايا
( وهجُ مصابيح )
ليس للأثر أقدام تُذكر
لذا لا تطبعي قُبلتك على خدِّ الريح ..
سيهرب لحديقة العُمرِ الخلفية
فاغرةٌ فمها تصطادُ أسماك العمر ..
تُفلس قشورها بمناجل برد
( شِباكُ الريح )
لعلّها أزمةُ قلقٍ أو أزمة منتصف العُمر …
ما جدوى البحر إن لم يكن برفقةِ نوارسكِ البيضاء ؟؟؟
( يقول معطفي الأزرق )
ليس للريحِ من يُكاتبها..
لذا تُصرُّ أن تطرق الأبواب برئاتٍ مثقوبة
والدليل …
(دخان سجائرك بعد منتصف البرد )
من يستدلُ بمن ..الريح أم البرد ؟؟
عاقرةٌ بطون الليالي الفارغة
لذا ترفع الريح صوتها بالبكاء
( مواسمُ عويل )
الأوراق المتساقطة لا مجد لها …تقول الأشجار
حتى الأفاعي تستبدل جلدها..
فكيف اخطأونا عورات نغطي سوءتها بدثار الريح ؟؟
الأنهار تجري هادئة إلا نهرُ العمر
هل كانت تلاحقهُ الريح ؟؟؟
(شعراتك البيضاء اجابة وافية )
إن كانت الولادةُ ترقّبٌ أول
لما تُصرّ الريحُ أن الفناء ترقّبٌ أخير …؟؟
حيدر غراس