مضغته زمجرة الأسواق والمعابد،
والأزقة الضيقة،
حتى شبعت السماء
وأمطرت فتنتها.
لم يعد فكرة جيدة، لا تشمت بها مزارع الأرز،
أو تنوء بحملها سفائن القراصنة
ولا فكرة سيئة، تتحرش بالاشباح والموتى
لغسل عار الجبل،
الذي فسقت قمته.
هذا ما تبقى،
من قبطان الشعلة البيضاء
قرص شفاف يتثنى
بسديم نهاراته الجاثية.
روحه الرخوة، المشبعة بغبطة المستنقع والبحر
هامت بها سواحل المدن
تلك التي شاخت
على اعتاب فجرها
هو يعرف اليوم، أن وراء رفيف الأجنحة المتكسرة،
أكثر من مومياء عظيمة،
تعبت ثيران السواقي
في تحنيطها
لجوعه الطويل، تتغنج جنيّة ما بين الخرافتين
ساخرة:
..لدينا همّان كبيران جاريان فقط
للخلافة
والكثير من القبّعات المحاصرة
من سيأتيك بعوالق البحار..
لوامسه، التي اخترقت سقف كذبتهم الكبرى
خلعتها بيسر
ذاكرة الأعماق السليطة
ولأنه طفر لكينونته، ولم يلتصق بقاع
صبّت عليه آلهة البيوض واليرقات
لعنتها الشهيرة؛
“هو قنديل بحر مضطرب،
تزندقت لوامسه،
فجاعت به الدهور”
بيد أن قناديل البحار المضطربة
لا يحيلها وجع الصخور
إلى قباطنة.