¶في مدينتي
أغصان الذكريات التي غرسناها بحب
أقتلعها كف الحقد
ودُسَّ محلها العاقول
¶
في مديني
عُدمت البسمات مع أنفاس الصباح
ولم يُشيع لهاجثمان
¶
في مدينتي
تشقلبت الموازين
صورٌ مُكتظةٌ بالنّـفاق
بالرياء
بقلة الحياء
بالخداع ،
وصورتي أنا؛ الشهيد المُلقى على الأرض
لا مكان لي على الجدران.
¶
في مدينتي
الصمت سائد
وصوتُ الحقِ مُكدسٌ معقودٌ بألف خوف آخر الحبال
مُكمم ريق السلام
¶
في مدينتي
أحلام الصغار جدائل هاربة للسماء
مُشيعة وراء ركضاتهم
كما يركض كبار السن خلسةً
خلف الحاويات لسد رمقهم،
بالامس جارتي السبعينية
عَثر عليها حفيدها وهي تعارك القط
على نصف ذنب سمكة وبقايا أوراق البصل .
¶
في مدينتي
لو سألت صغيرًا على الطرقات
بما يرغب؟
لاجابك:
صرتُ أغبطَ الموت
وأنتقائه
يا رب بتُ استمني الحلم
وأحتضن التراب حيثُ أبي
كأن الأرض تلوكني
بخيباتها كُلما أشتد الوهن
إلا من إنفراج رباه!
يا رب
يارب
يا رب
وهن العزم مني
رقع الدهر حزني بعمري
صيرني رجلا
أُلملم فتات المترفين تحتهم
لأهبهُ أخوتي بصينة العشاء مع رشة من دموع أمي الجافة كل مساء.
¶
في مدينتي
الحب
السلام
الامان
الرفاهية
كُل شيء، لهم
أبناء العمائم
النواب،
أهل الكراسي.
¶
في مدينتي
اناسٌ كُرماء
اناسٌ سكارى بلا سكر
بمدينتي اناسٌ يثملهم حتى الماء
أفكارهم مثقوبة كثر إكتظاظها بـاللا معقول
تفيض الأحرف من محاجز فكرهم
بلا رتابة
كـ معتوه يأمل بملأ غرباله وسط زحام.
¶
في مدينتي
أنا، اللا جدوى الضائعة بين أكوام القَــشّ
ما من محاولة بائسة تُلوح بأفقي
ألق محمد
٢٠٢٠/١١/١٩