رائحة الأزهار
و رائحة التراب المبلل بالمطر
الهدوء الذي يجعلك تقلب الكتاب وتتمعن فيه…
ذاك الهدوء الملبد بالطبيعة ..
الذي يجعلك تعرف أفضل من الكاتب نفسه …
السكينة تجعلك تصل إلى بطن الشاعر …
تلون السماء بزينة الكواكب…
معرفة حركة النجوم و حركة دورانها في الصيف والشتاء…
التلعثم بجانب البطوم كل ربيع وشتاء …
تلون الازهار أمام ناظرك…
تلون الربيع أمامك…
وفي الصيف تكسو الأرض نفسها بالذهب….
كل شي جميل بعيد عن ضوضاء المرور والاسفلت الساخن شتاءً …
كل شي ملون بعيد عن أنين النازحين في شوارع المدينة…
و بعيد عن صوت الدبابات والطيارات والمباني المهدمة الشاحبة …
بعيد عن إختلاف و إختلاط النوايا ..
بعيد عن جروح المدينة …
بعيد عن الغريب و المستغرب..
بعيد عن خفايا النوايا السوداء والبيضاء …
الهدوء والطبيعة ملاذ للإنسان النقي …
بعيد عن رتابة الحياة والروتين القاتل …
عن العمل بلا روح و وبلا كلل وملل….
أخبرتنا عاشقة الأسفلت بين الورود والجبال والطبيعة . ..
عاشقة الأسفلت…
ترسم حياتها عبر الأحاديث بين ابناء عشيرتها وكيف تكون الحياة …
ترسم في مخيلتها الحياة التي تريد… دون قيد و تأكيد..
رسمت حياتها عبر حكايات العجوز الشمطاء…
والبنت التي لا تحب الشقاء…
رسمت حياتها في مخيلتها وعاشت …
فارس أحلامها بلا روح …
فقط الأسفلت المغلف هو ما يحدد حبها له من عدمه…
الأسفلت مقياس ظلت تقيس بيه الوسامة والذكاء و الحياة …
ودت أن تكون حديقة والدها اسفلتيه…
حتى تتبجح على من رسمت حياتها من قصصهن بالاسفلت …
الإسفلت بلا روح …
الإسفلت بلا طعم ولا لون إلا الكريهة فقط …
عاشقة الأسفلت…
لم تعرف حتى بأن عقلها قد توقف عن التفكير وروحها ماتت منذ زمن ..
لانها تعيش حياة غيرها وترسم
مثل العربي الذي يركض كالحيوان خلف آلة الإعلان الغربية ويصدق ما لم تراه عينه…
لم ترى عاشقة الأسفلت حياتها ولا حتى حديقة أباها…