لقاء: صلاح بابان
أكد قائد عمليات قادمون يا نينوى، ونائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن عبدالأمير يارالله، ان تغيير الخطط العسكرية في عمليات التحرير يعتمد فقط على المعطيات الموجودة في ميدان العمليات، مؤكداً في لقاء ٍ حصري (انفردت به “شبكة خلك الإعلامية” على مستوى المواقع الكوردية والعراقية والعربية والعالمية) أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى وبشتى الطرق من أجل اطالة بقائه في أيمن الموصل، لأن الجانب الأيمن للموصل يعتبر معقل خلافة الإرهابيين، مضيفاً أن تحرير مدينة الموصل بالكامل عموماً والجانب الأيمن خصوصاً من قبضة داعش يعني سقوط الخلافة المزعومة، مبيناً، ان القوات الأمنية تمكنت حتى الآن من تفجير أكثر من 1600 عجلة مفخخة لداعش في عمليات تحرير نينوى.
* ممكن أن توضح لنا مدى صحة المعلومات التي تشير إلى تغيير خطط العمليات العسكرية فيما تبقى بالجانب الأيمن للموصل…؟
– مبدئياً لا يمكن الثبات على خطة مهما كانت رصانتها وقوتها. دائماً تعدّ الخطط في البداية قبل أي عملية ولكن الظروف التي تواجهها القطعات في ميدان المعركة تغيّرها بكل تأكيد، وخطتنا في الموصل وليس فقط في الجانب الأيمن مع بدء عمليات قادمون يا نينوى في 17/10/2016 هي قابلة للتغيير وفق المعطيات التي تواجهنا في الميدان.
الجانب الأيمن هو جزء من عمليات الموصل، الأعداد الكبيرة من المواطنين وتواجدهم داخل الأحياء، واستخدام داعش المدنيين كدروعٍ بشرية، وطبيعة البنايات والممرات الضيّقة كلها أدت إلى أن تكون القوات الأمنية بمختلف مسمياتها التي تعمل في الجانب الأيمن أن تعيد النظر في خططها بما تؤمّن حياة المدنيين وفي نفس الوقت تحقيق المهمة الموكلة إلينا.
* هناك استياء واضح من عدم منح قوات جهاز مكافحة الإرهاب دوراً رئيساً في عمليات تحرير الجانب الأيمن باعتبار نجاحها فيما سبق من عمليات تحرير الجانب الأيسر بأقل الخسائر في الأرواح والممتلكات…؟
– مبدئياً الخطط توضع وفق الإمكانيات المتاحة. الجانب الأيسر لم يحرر من قبل جهاز مكافحة الإرهاب لوحده، وانما كان هناك معه قوات من الجيش العراقي والشرطة الإتحادية، وحالياً في الجانب الأيمن الذي عرضه (6.5 كم،*11 كم) منه (3.5_4 كم) بيد قوات جهاز مكافحة الإرهاب، و (2.5 كم) بيد الشرطة الإتحادية، أي بمعنى أن أكثر من 60% من الجانب المذكور بيد مكافحة الإرهاب، وهذا يدل على أن من يتكلم هكذا لايعلم بما يجري في أيمن الموصل.
* هناك من يقول بأن ازدياد الضحايا من المدنيين سببه الرئيس هو اطباق الحصار على داعش وعدم فتح ممرٍ يساعد على فرارهم وهذا ما دفعهم للقتال بشراسة واللجوء الى استخدام المدنيين كدروعٍ بشرية…؟
– مبدئياً، تركنا الطريق ما بين الموصل وتلعفر مفتوحاً لأكثر من ثلاثة أسابيع، ولاحظنا خلال هذه الفترة بأن هناك تعزيزاً لداعش من قضاء تلعفر باتجاه الموصل وعليه قررنا اغلاق الطريق بالكامل، وأكثر من 90% من عناصر داعش الذين يقاتلون حالياً هم من الاجانب وخصوصاً من الروس، هؤلاء جاؤوا ليموتوا وحتى لو فتحنا لهم الطريق لن يخرجوا من الموصل، اضافةً إلى وجود السيطرات على طول الطريق لقتل أي شخص يحاول الفرار من المدينة، لذلك نعتقد بأن تبرير وجود حصار على عناصر التنظيم أدى إلى ذلك غير صحيح أبداً، لأن عناصر التنظيم المتواجدين داخل الموصل هدفهم الرئيس هو الموت داخل المدينة وعدم الإنسحاب.
* بعد ما حدث في الموصل الجديدة بأيمن المدينة، كيف ستتم اعادة النظر في الخطة العسكرية واستراتيجيتها في تحرير ما تبقى من الجانب الأيمن…؟
– لم يحصل هناك شي (عزيزي)، الحرب!! خاصة وأنت تعمل في مناطق فيها أكثر من (80000 ألف مدني) ومنذ خمسة أشهر نحن نقاتل في هذه المناطق، العدو بدأ باستخدام المدنيين كدروعٍ بشرية كون الموصل تعتبر المنطقة الأخيرة لخلافة داعش، وتحرير الجانب الأيمن يعني سقوط خلافة داعش وعليه فان العدو يحاول اطالة بقاء وجوده بكل الطرق في الجانب الأيمن، وما قام به من حشد المدنيين داخل المنازل والمناطق الضيّقة واستهداف القوات الأمنية من هذه المناطق وفي بعض الأحياء ضرب هذه الأهداف أدى الى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
* هل تعتقد بأن فتح ممر لداعش للخروج من الموصل سيساهم في تقليل الضحايا من المدنيين، وهل هناك تنسيق مع قوات الحشد الشعبي لفتح الطريق الدولي الرابط بين الموصل وسوريا…؟
– أبداً.. أبداً.. أبداً لن نفتح الطريق لهم وسنقتل جميع الإرهابيين المتواجدين داخل الموصل وفي تلعفر أيضاً، ولن نفتح أي طريق سواء كان باتجاه تلعفر أو باتجاه سوريا.
* هل أنت مع أن يكون هناك حاكم عسكري يتولى ادارة الموصل بعد تحريرها…؟
– هذا شأن سياسي… أنا مهمتي فقط تحرير محافظة نينوى وطرد عناصر داعش، وبعدها تكون مسؤولية الدولة كيف تدير الملف الأمني في الموصل…
* هل هناك احصائية معيّنة عن عدد قتلى عناصر التنظيم وعدد العجلات التي فجرت لحد الآن في عمليات قادمون يا نينوى…؟
– بحسب المعلومات المتوفرة لديّ، هناك مئات الآلاف من القتلى لا يمكن حصرها بشكل دقيق أبداً. لاسيما من قادة التنظيم.
واما فيما يخص عدد العجلات المفخخة، فانه تم تفجير أكثر من (1030 عجلة مفخخة) في الجانب الأيسر، وبعد أكثر من شهر وعشرة أيام على انطلاق عمليات أيمن الموصل تم تفجير أكثر من (300 عجلة مفخخة لحد الآن)، فضلاً عن المئات من الدراجات النارية المفخخة والطائرات المسيّرة.
* بعد انطلاق عمليات تحرير (قادمون يانينوى) كم حررتم من مساحة محافظة نينوى…؟
– حررنا لحد الآن مناطق واسعة جداً من قبضة التنظيم، ولم يبقى سوى نصف الجانب الأيمن، وكذلك قضاء تلعفر والحضر والبعاج والقيروان، وبشكل عام حررنا ما يقدر بـ 85% من مجمل مساحة محافظة نينوى.
* هل تعتقد أن انطلاق عمليات تحرير محافظة نينوى قبل قضاء الحويجة كان صحيحاً أم العكس…؟
– لا توجد قبل وبعد.. القيادة هي التي تقرر الأفضلية في تحرير المناطق، ولا علاقة لقضاء الحويجة بمعركة تحرير نينوى، لكن نينوى كانت أول مدينة سقطت بيد التنظيم وأدت إلى سقوط الوضع الأمني في العراق واحتلال داعش لمناطق واسعة.
الذهاب الى معقل الإرهابيين وخلافتهم المزعومة والاطاحة بهم كفيل بأن يقضي على كافة الإرهابيين وتحرير كل المناطق.
عند تحرير محافظة نينوى بالكامل من سيطرة داعش، سنرى بأن المناطق الأخرى التي مازالت تحت سيطرة التنظيم كيف ستنهار بكل سهولة.
* بصفتك قائداً لعمليات قادمون يا نينوى .. ما هي أقصى مدة تتوقعها كافية لتحرير نينوى بالكامل من داعش…؟
– من الصعب جداً أن أعطيك مدة زمنية معينة لتحرير الموصل بالكامل، لكن بامكاني القول أن القوات الأمنية ستتمكن من تحرير محافظة نينوى بالكامل في نهاية شهر ايار المقبل اذا سارت الخطط وفق ما مخطط لها.
* كلمة أخيرة توجهها لأهالي الموصل من خلال شبكة خلك الإعلامية …
– أقول لأهالي واخواني وأخواتي في الموصل الحبيبة: بأننا وعدناكم بتحرير الموصل وها نحن نقترب من تحرير المدينة بالكامل من سيطرة داعش الإرهابي الذي حوّل المدينة إلى غابة للقتل والنهب والسلب والتدمير وهتك الأعراض…
يا أهلنا الكرام في الموصل الحبيبة أدعوكم للتعاون وبشدّة مع القوات الأمنية وارشادها إلى أماكن تواجد عناصر التنظيم ومكانهم ومخابئهم. وكذلك الإبتعاد عن مناطق الاشتباك. وأرجو عدم التجمع داخل البيوت كما حصل خلال الأيام الماضية، حيث تجمع أكثر من 100 مواطن داخل بيتٍ واحدٍ في أيمن الموصل لأن هذا الامر سينعكس سلباً على حياتهم وأرواحهم.
وبتعاون أهالي الموصل مع القوات الأمنية، سنتمكن من تحرير مدينة الموصل بالكامل وطرد عناصر التنظيم، واغلاق ملف تحرير الموصل باذن الله…