صابر حجازى
************************************************************************************
هذا لقاء مع شاعر يحمل تاريخا أدبيا طويلا مع الكلمة الفعل، والكلمة الحلم، والكلمة القرار، نسمعه بين جملة من الكلمات الحوارية، عسى أن تبعث على إعمال التفكير وتجديد التأمل في الفضاءات المختلفة من أدب وثقافة وسياسة، وحال الوطن في الوقت الراهن المثقل بالتغيرات المتتابعة والسريعة، وعساها تكون دافعا إلى طرق بعض الأبواب في رحاب معرفي لما ينبض به الحرف العربي المواكب للحظة الآنية، و تفضي بالقارئ الكريم إلى إضاءات وإضافات تساهم في الفكر والفهم الموضوعي للثقافة والأدب في مواكبة الحاضر والحداثة من خلال رؤية المبدع الكاتب الشاعر الأديب الأستاذ خالد شوملي من خلال إجاباته عبر هذا اللقاء.
س: كيف تقدم نفسك للقارئ العربي ؟
أفضل ما يعرفني هذه الأبيات:
في تونسَ الخضْراء لي قَمَرٌ
رِئَةٌ هُنا في الشّامِ لي وَيَدُ
في الْمَغْربِ العَرَبيِّ لي كَتِفٌ
صَدْري الْعِراقُ جَبينُ مَنْ صَمَدوا
في مِصْرَ لي قَلْبٌ يَضُخُّ دَماً
وَهُناكَ في لُبْنانَ لي كَبِدُ
يا أرْضُ إنَّ الرّيحَ ذاكِرَةٌ
والْقُدْسُ لا ينْسى اسْمَها أحَدُ
لَوْ كُنْتُ يَوْماً أشْتَهي وَطَناً
لاخْتارَني العُنْوانُ والْبَلَدُ
شقّوا الْفؤادَ لِيَقْرأوا كُتُبي
لكِنّهُمْ إلّاكَ لمْ يَجِدوا
وانا فلسطينيّ القلب، عربيّ الروح وإنسانيّ الحلم، ولدت عام 1958 في مدينة بيت ساحور (قرب القدس في فلسطين)ونمَوْتُ في عائلة تحب الأدب والشعر والمسرح. حاصلت على شهادة الهندسة المدنية من جامعة آخن في ألمانيا. ومقيم فيها منذ عام 1978 واعمل مهندساً في مدينة كولون.
نشرت عشرات القصائد في المجلات والمنتديات الأدبية. أسست فرقة الرواد الفنية في عام 1987 وترأسها حتى عام 1990.
س: إنتاجك الأدبي : نبذة عنه؟
لي ديوان شعر مطبوع صدر عن بيت الشعر الفلسطيني عام 2008 بعنوان ” لمن تزرع الورد “. كما صدر بالإشتراك مع شعراء عرب معاصرين ديوان شعر مطبوع آخر بعنوان ” مراتيج باب البحر ” عام 2009 عن دار إفريقية للنشر.
ولي ديوان جديد صدر حديثا في 2012عن دار الشروق في فلسطين والأردن بعنوان « مُعلّقة في دُخان الكلام
كما لي ديوان آخر تحت الطبع بعنوان « نحل الأماني ».
أنشر قصائدي بصورة دورية في أكثر من عشرين منتدى أدبي ومجلة. وأنا مشرف على منتدى الشعر في أكثر من موقع أدبي. اشتركت في أكثر من لجنة تحكيم لمسابقات شعرية عديدة منها مسابقة جائزة يوم الأرض ومسابقة أمير الشعر ومسابقة الشاعر الراحل عبد الرسول معله.
لي قصائد صوتية عديدة منشورة في النت كما لحنت قصائد لي وظهرت في شريطين صوتيين أثناء انتفاضة الحجارة في فلسطين عام 1987 ـ 1990.
ترجم بعض قصائدي للغات مختلفة منها الألمانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والكرواتية. ولي صفحة خاصة على الشبكة العنكبوتية أنشر فيها بعض قصائدي.
http://www.khaledshomali.org/
س: من هم الأدباء والشعراء الذين تأثرت بهم؟ وما زلت تنهل من إبداعاتهم حتى الآن كقدوة ومثال لك؟
أتيح لنفسي القراءة بكل حرية وبدون قيد أو شرط. لذلك أقرأ على سبيل المثال اللزوميات وسقط الزند للمعري ودواوين المتنبي وزهير أبي سلمى لما تحتويه على حكمة، كما أقرأ دواوين عمر بن أبي ربيعة وأبي نواس لترتوي الروح من نبع الحب والغزل.
لا بد لكل شاعر جاد فلسطيني وعربي أيضا أن يقرأ لأبي القاسم الشابي وجبران خليل جبران وأحمد شوقي ونزار قباني وفدوى طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم والقائمة طويلة جدا. ولا شك أن وجودي في دولة عريقة في الأدب والفن والعلم قد أثرعلي بصورة كبيرة. لقد ساهمت الغربة في صقل شخصيتي. هنا في ألمانيا قرأت الكثير من الأدب الألماني والعالمي، مما فتح آفاقا جديدة لي.
لا شك أن كل إنسان يتأثر بما يقرؤه ويعيشه. ولكل شاعر “وصفته وأجنحته” الخاصة للتحليق. وتباين الشعراء لا يعني أفضلية شاعر على آخر. فالاختلاف صحي وضروري ويزيد الشعر جمالا ويغني الحواس. ولذلك أبتعد عن الأحكام المسبقة سواء في ” تعظيم ” أو ” تهشيم ” أي شاعر. والاستمتاع بالقراءة ضروري بالتأكيد للإبداع ولكنه لا يكفي وحده لذلك. الإبداع يعني ابتكار الجديد والابتعاد عن التقليد. وهذا ما أحاول أن أجسده فيما أكتب.
س: أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك – فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل بين الأديب والمتلقي؟
ج: لا شك أن العولمة والتطور السريع في عالم النت ساعد كثيرا على انتشار ما هو بديع وما هو رديء على حد سواء. لكني أعتقد أن الإيجابيات تفوق كثيرا السلبيات. إن المكسب الحقيقي يكمن في تكون نواة أدبية متفاعلة بسرعة مع بعضها مما يدفع بعجلة الأدب إلى الأمام. لقد برزت وجوه جديدة لا تقل جمالا وإبداعا عن الشعراء المعروفين من خلال كتاباتهم الورقية. بعض الوجوه يضيف ألوانا جميلة ونوعية للوحة الشعر والأدب في العالم العربي. إن إقامتي في الغربة ستكون أكثر قسوة دون هذا التواصل الثقافي مع الشعراء العرب بغض النظر عن مكان إقامتهم.
س: بصفتك مهندس مدني هل تجد إن المهنة لها تأثير على الإبداع الشخصي للكاتب؟
ج: إن الكاتب والإنسان له شخصية متكاملة متنوعة. فهو الشاعر والمهندس والزوج والحبيب والأب والإبن والأخ. فهو الوطني الذي ينادي بالحرية وهو العاشق لكل ما هو جميل في التراث الإنساني. وكل قصيدة يكتبها الشاعر تعبر عن جانب أو أكثر من شخصيته. إن العمل يغني تجربة الشاعر مما يزيد قصائده عمقا وروعة. إن الشاعر الأكثر إبداعا هو الذي ينخرط في الحياة ولا ينعزل عنها ويستمد قوة شعره من قلب الحياة المتدفق.
س: ما هي مشاكل الكاتب العربي المغترب؟ وما هي العراقيل التي تواجهه في التواصل مع القارئ العربي؟
ج: إن الابتعاد عن الوطن يشكل حاجزا جغرافيا للمشاركة الفعالة في إحياء أمسيات شعرية فيه. لقد وصلتني دعوات عديدة للمشاركة في أمسيات شعرية ومؤتمرات أدبية مختلفة على سبيل المثال في الجزائر والمغرب وتونس ومصر والأردن وفلسطين. إلا أنني لا أستطيع تلبيتها جميعها بسبب هذا البعد. مشكلة أخرى تكمن في الابتعاد عن دور النشر مما يصعب من نشر دواوين شعرية ورقية.
س: لقد حصلت على عدد من الجوائز؟ حدثنا عنها – وما مدى تأثير ذلك في الكاتب؟
ج: حزت على الجائزة الأولى في مسابقة شعرية عام 1975 في مدينة بيت ساحور (فلسطين). كما نلت جائزة ثقافة الطفل للثقافة والفنون في مجال قصة الطفل لعام 2007. كما حازت قصيدتي ” ألف وباء وطن وفاء ” جائزة الأرض من منتدى إنانا لعام 2009.
إن أي جائزة تشكل دون شك تقديرا للمبدع وتساهم في شحذ الهمم من أجل الاستمرار والرقي. ولكن لا يجب أن نكتب أو نشارك من أجل اصطياد الجوائز. إن مشاركاتي في المسابقات المذكورة كانت من أجل المشاركة في تظاهرات ثقافية وليس بسبب الجوائز. بسبب خبرتي الطويلة التي تقارب الأربعين عاما يطلب حاليا مني كثيرا المشاركة في لجان تحكيم متعددة لمسابقات شعرية حديثة في الوطن العربي.
س: ما رأيك بالترجمة؟ وما وسيلة المبدع العربي كي يصل إلى العالم؟
ج: الترجمة نافذة واسعة للعالم علينا أن نفتحها على مصراعيها. هي جسر للتواصل بين مبدعي العالم. إن الأدب رسالة إنسانية رائعة والأدب العربي يشكل جزءا رئيسيا فيها ولكن علينا أن نطّلع على إبداع الشعوب الأخرى كما علينا أن نترجم أعمال أدبائنا لنساهم في إثراء الحضارة الإنسانية وكي لا نكون مجرد مستهلك لثقافة الآخرين. قليليون من أدبائنا هم الذين ترجمت أعمالهم بصورة كبيرة وجميلة وأخص بالذكر جبران خليل جبران. وكثيرون من أدبائنا ظلموا لأن أعمالهم لم تترجم أو ترجمت بصورة ضعيفة وأخص هنا الشاعر محمود درويش.
إن ترجمة أدبنا تعتمد أحيانا للأسف على الصدفة وعلى مبادرات شخصية فردية وهذا يشكل الحد الأدنى ولا يرتقي لمتطلبات الثقافة الإنسانية. إن المؤسسة العربية الرسمية مقصرة لا شك في هذا المجال.
س :- ترجمت قصائدك للغات : الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية والكرواتيةحدثنا عن ذلك – وهل الترجمة تنقل روح العمل أم نصه ومعناه ؟
ج: إن الترجمة مهنة وفن وليس كل من يعرف لغة يستطيع أن يترجم منها أو إليها. وترجمة الأدب بروحه وخياله أصعب بكثير من ترجمة نصوص علمية دقيقة محدودة التأويل.
طبعا ترجمة الشعر العربي للغات أجنبية يفقده بعض جماله ألا وهو الوزن (الإيقاع). والقصيدة الناجحة يجب أن تبقى جميلة حتى دون إيقاعها. لذلك يجب التركيز على الصورة الشعرية الجميلة وعمق المعنى وبعد دلالاته.
س: مشروع ترجمة ديوانك ( لمن تزرع الورد ) للغة الألمانية – حدثنا عن ما تم فيه؟
ج: لقد ترجمت معظم قصائد الديوان ونشرت بعضها في منتديات أدبية مختلفة وأنا بصدد استكمال الترجمة وإصدار ديوان لي باللغة الألمانية.
س: ما هي الشروط بشكل عام التي يجب أن تتوفر في العمل الأدبي، كي تتم ترجمته الى لغة أخرى؟
ج: إن نجاح العمل الأدبي باللغة الأم هو حجر الأساس الذي يجب البناء عليه. وعناصر نجاح العمل الأدبي وجماله وأخص القصيدة هنا لا يمكن تحديدها بصورة مطلقة. بالنسبة لي فأنا أحس بالعناصر التالية:
الرمزية، عذوبة الموسيقى الداخلية، جزالة اللغة، جمال الصور الشعرية وابتكارها، خصوبة الخيال والموسيقى الخارجية. إن توفر هذه العناصر جنبا إلى جنب بدون تفاعل لايعني بالضرورة أن القصيدة قوية. ولكن فقدان هذه العناصر يعني بالضرورة ابتعادها عن الشعر والإبداع. إن هذه العناصر في علاقة متحركة ومركبة داخل النص وليست في علاقة جامدة. الشعر يصبح شعرا عندما نشعر بالتحليق. عندما تكون كلماته شجرا، وحروفه قبلا. الشعر يرينا ما لا نراه في الظروف العادية. عندما تهزم عشبة صخرة. هو انعتاقُ الروحِ من قفصِ الجسد. هناك بعض العناصر الأخرى التي تزيد القصيدة متانة مثل العمق، الحكمة، ربط التناقضات، بنيان القصيدة، فكرتها، وحدتها، أسلوبها الشيق، التلاعب اللغوي، الفلسفة، عدم التكرار (سواء الكلمة أو الصورة الشعرية)، الإبتكار، البعد الإنساني واللغة البليغة والجميلة.
س: هل ترى أن حركة النقد على الساحة الأدبية العربية الآن – مواكبة للإبداع؟
ج: إن نشر هذا الكم الهائل من الأعمال الأدبية سواء الجيدة منها أو الأقل جودة ترهق النقاد فهم لا يستطيعون أن يواكبوا الأدباء بهذه السرعة. إن النقد فن رائع وأصيل من فنون الأدب ويجب الارتقاء به لينال مكانته التي يستحقها. إن النقد عليه أن يتسم بالعمق والصدق والموضوعية والشمولية والدقة. وما أراه في كثير من المنتديات بعيد عن النقد ويمكن تسميته في أحسن الأحوال قراءة عابرة.
س: ما هي مشاكل المبدع العربي؟ وماهي الأسباب التي قد تؤدي إلى عرقلة العملية الإبداعية والتأثير السلبي عليها؟
ج: إن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الوطن العربي وواقع التجزئة لا يشكل المناخ الأفضل للإبداع. ومن لم يكن قريبا للسلطة حوصر إعلاميا. لكن بانفتاح العالم من خلال الشبكة العنكبوتية يصعب فرض الحصار التام على المبدعين.
س: لك عدد من المطبوعات، حدثنا عنها- خصوصا مجموعة القصائد التي لحنت أثناء الإنتفاضة الفلسطينية الأولى وظهرت في شريطين مسجلين؟
ج: بعد عودتي من ألمانيا في عام 1987 أسست مع أصدقائي فرقة الرواد الفنية. وترأستها حتى عام 1990. وكانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في أوجها، مما عكس نفسه على قصائدي التي غنتها الفرقة (مثل نشيد الانتفاضة). لقد استطعنا بفترة قصيرة جدا أن نكون فرقة لها حضورها الفني في فلسطين وخارجها. لقد قمت بكتابة معظم القصائد التي غنتها الفرقة وقام أعضاء الفرقة بتلحينها. لقد صدر للفرقة شريطان مسجلان (عام 1987 وعام 1989) نفذا من الأسواق خلال فترة قصيرة. في تلك الفترة انتشرت هذه الأغاني الوطنية كثيرا حتى كانت تصادفنا أثناء تجوالنا في أسواق مدن فلسطين.
س: كيف يمكن أن يكون الشعر قادرا على المساهمة في صناعة رأي عام؟ خصوصا في ظل الأحداث الجارية في الوطن العربي ؟
ج: لقد كانت الكلمة الحرة على مدى التاريخ البشري أشد قوة من أي سلاح آخر. فلذلك تم اغتيال أدباء وشعراء ومبدعي فلسطين أمثال غسان كنفاني وكمال ناصر وراشد حسين وماجد أبو شرار وناجي العلي.
إن ما يميز عصرنا هذا هو سرعة انتشار الخبر مما يساعد اتخاذ موقف أثناء وقوع الحدث نفسه وهذا نوع جديد من التفاعل المتبادل. من يصنعون الحدث يدركون بسبب سرعة تفاعل الآخرين أنهم ليسوا وحيدين في المطالبة بحقوقهم بمزيد من الحرية والعدالة.
لي قصيدة بعنوان ” ما قيمة الدنيا ” كتبتها في الأسبوع الأول بعد انطلاق الانتفاضة التونسية أقول فيها:
يا نَجْمةً في العَيْنِ ساهِرَةً
صُبّي عَليَّ الصُّبْحَ وَاقْتَرِبي
يا تونسُ الْخَضْراءُ سَيّدَتي
يا قامَةَ الشّعَراءِ والأدَبِ
يا تونسُ الْعَذْْراءُ مَعْذِرَةً
سَئِمَتْ حُروفي السّجْنَ في الْكُتُبِ
ما قيمَةُ الدّنْيا بِلا وَطَنٍ
تشْدو الطّيورُ بِمَرْجِهِ الرّحِبِ؟
ولي قصيدة أخرى بعنوان ” في مصر لي قلب ” كتبتها أثناء الثورة المصرية المجيدة أقول فيها:
القَيْدُ في القَدَمَيْنِ يرْتَعِدُ
فالشّعْبُ في الْمَيْدانِ مُحْتَشِدُ
في ساحَةِ التّحْريرِ مُعْتصِمٌ
والنّصْرُ في الْعَيْنَيْنِ مُتّقِدُ
قَصْرُ الرّئاسَةِ قِشْرَةٌ سَقَطتْ
يا مِصْرُ أنْتِ الرّوحُ والْجَسَدُ
الشِّعْرُ مِنْكِ وَفيكِ جَنّتُهُ
فَالنّيلُ في شرْيانِهِ الْمَدَدُ
وَالْلوْنُ يرْقُصُ في فراشَتِهِ
تعْلو فيَهْوي الزّيفُ وَالصَّفَدُ
وإليْكِ يَعْدو الْحُلْمُ في لهَفٍ
وَالْليْلُ مِنْ عَيْنيْكِ يَبْتعِدُ
وُتُرَفْرِفُ الآمالُ مُشْرِقَةً
فَمَتى يَخافُ مِنَ الظّلامِ غَدُ ؟
ولي قصيدة أخرى بعنوان ” أقْحَمْتَ هاءَكَ بَيْنَ الْجيم ِ واللام ِ
” كتبتها أثناء انتفاضة الشعب الليبي أقول فيها:
أقْحَمْتَ هاءَكَ بَيْنَ الْجيم ِ وَالْلام ِ
ماذا سَتكْتُبُ في الْمَجْنونِ أقْلامي ؟
مَرّتْ على عُنُقِ الْإنْسانِ أنْظِمَةٌ
مِنْها سَكاكينُ… مِنْها حَبْلُ إعْدام ِ
بِأيّ حَقٍّ شُعوبُ الْأرْضِ مُثْقلَةٌ
الْقيْدُ في يَدِها تاريخُها دام ِ ؟
وَالنّجْمُ يُقْطَفُ مِنْ صدْرِ السّما جَشَعاً
وَالْحُلْمُ يُخْطَفُ مِنْ أَحْداقِ أيْتام ِ ؟
هَبّتْ على وَطَنِ الْأعْرابِ عاصِفَةٌ
ما عادَ يَحْبِسُها فِنْجانُ حُكّام ِ
طاحونَةُ الشّعْبِ دارتْ ليْسَ يوقِفُها
شَهْدُ الْكلام ِ وَلا تَكْشيرُ ضِرْغام ِ
هذي الطّيورُ على التّحْليقِ عازمَةٌ
لا “سوْفَ” يَرْدَعُها أوْ سَيْفُ ظُلّام ِ
وَالْفَجْرُ يُنْشِدُ في الْأوْطانِ أغْنِيَةً
ما أجْملَ الْعُمْرَ… ما أحْلاهُ مِنْ عام ِ!
س: حينما يكون المبدع خارج الحدود المكانية لوطنه (نحن نعلم أنك تعيش في ألمانيا ) هل تختلف نظرته للأحداث التي تجري في وطنه؟
وفي رأيك هل سيكون هناك انعكاس على القضية الفلسطينية مما يجرى في دول الجوار لها ؟
ج: إن الابتعاد يساعد الإنسان أحيانا أن يكون موضوعيا في بلورة رأيه فهو بعيد عن تأثير السلطات المحلية. وفي المقابل هناك الحنين والشوق لكل ما له علاقة بالوطن. أحن أكثر ما أحن إلى اللغة العربية.
بالتأكيد أن القضية الفلسطينية ستتأثر كثيرا بما يحدث في بلاد الطوق.
س :- هل وَلج الشاعر خالد شوملي عالم الكتابة القصصية؟ ومتى كان ذلك؟
ج: تعلمت من أبي الكاتب القصصي والصحفي الكثير. لحسن حظي أنه كان لدينا مكتبة كبيرة تحتوي على أدب عربي وعالمي. كتبت قصة الطفل والقصة القصيرة جدا ونشرت بعضها بعد عام 2007. وحصلت على بعض الجوائز في هذين المجالين.
س: مشروعك المستقبلي – كيف تحلم به – وما هو الحلم الأدبي الذى يصبو إلى تحقيقه الأديب خالد شوملي؟
ج: على المدى القصير سوف يصدر لي ديوانان. أما على المدى االبعيد فهو المشاركة الفعالة في نهوض الشعر العربي في عصرنا الحديث.
س: أرجو ألا أكون قد أرهقتك بالأسئلة؟ ولكني أظن انه كان حوارا أكثر من رائع مع شاعر وأديب مثقف وواع – وأخيرا ما الكلمة التي تحب أن تقولها في ختام هذه المقابلة؟
ج: أود أن أشكرك أستاذ صابر حجازى على هذه المقابلة الرائعة. وأحب أن أنهي هذه المقابلة ببعض أبيات من قصيدتي ” نحل الأماني “:
يا روحُ بِالضَّوْءِ امْلَئي الْأكوابا
فَالْلَيْلُ طالَ وَجَدّدَ الأوْصابا
صُبّي الْحَنانَ عَلى الْكَمانِ وَرَتِّلي
فَعَلى لِسانِكِ كُلُّ شدْوٍ طابا
رُشّي الرَّذاذَ على وُرودِ قَصائدي
قَدْ يَمْتَطي عَبَقُ النَّشيدِ سَحابا
وَيَطيرُ فَوْقَ الْوَقْتِ يَقْطِفُ نَجْمَةً
وَيُضيءُ مِنْ جَمْرِ الْقَصيدِ شِهابا
وَبِإبْرَةِ الأشْواقِ حاكَ حنينَهُ
حَتّى يُطَرِّزَ لِلْوَفاءِ ثِيابا
ما أرْشَقَ الشِّعْرَ الْبَديعَ فَإنّهُ
ضَوْءُ الصّباحِ يُدَغْدِغُ الأهْدابا
جُلُّ الْكلامِ قَليلُهُ وَدَليلُهُ
سِحْرُ الْمعاني يَخْطَفُ الألْبابا
أمّا الْعَويلُ طَويلُهُ وذَليلُهُ
كَذِبٌ على شَفَةِ الذِّئابِ تَغابى
نَحْلُ الأماني يَرْصُفُ الدُّنْيا شَذا
لَحْنُ الأغاني قَدْ أتى مُنْسابا
والشَّعْرُ فِضَّتُهُ تَزيدُ بهاءَهُ
وَالشِّعْرُ مِنْ ذَهَبٍ يُصاغُ كِتابا
الصَّمْتُ سَيْفُ الشّكِّ فَلْيُكْسَرْ إذَنْ !
إنّي أريدُ ـ إذا سَألْتُ ـ جَوابا
هَلْ يَحْمِلُ الْقَمَرُ الْوَديعُ أمانَةً
مِمَّنْ نُحِبُّ وَلا يُطيقُ غِيابا ؟
كَمْ مَرّةٍ زارَ السُّؤالُ جَوابَهُ
وَالصَّمْتُ صَدَّ صَداهُ .. ثُمَّ الْبابا !
كَمْ غَرّدَ الْعُصْفورُ نَحْوَ حَبيبِهِ
والْغُصْنُ يَرْجُفُ تَحْتَهُ مُرْتابا !
أَيْنَ الْجَوابُ َيَضُمّني وَأضُمُّهُ ؟
حَتّى يَذوبَ كَما سُؤالي ذابا
الْحُبُّ عَذْبٌ وَالْلِقاءُ عُذوبَةٌ
وَالحبُّ مُرٌّ إنْ حَبيبُكِ غابا
يَتَعَثَّرُ الْحُكَماءُ في تَفْسيرِهِ
فالْحُبُّ لَمْ يَجِدوا لَهُ أَسْبابا
قَدْ لامَني الْجُهَلاءُ: تِلْكَ أَميرَةٌ !
قُلْتُ: الْهَوى لا يَعْرِفُ الألْقابا
لَوْ مَرَّةً نَظَرَ الضَّريرُ لِلَيْلِهِ
ما كانَ نَجْماً في سَماءٍ عابا
وَلَرُبَّما نَظَرَ الْبَصيرُ لِلَيْلِهِ
فَازْدادَ في عُمْقِ الْمَدى إعْجابا
هذا الوِشاحُ أشدُّهُ وَأشُمُّهُ
بِيَدَيَّ عِطْرُ الذّكْرَياتِ انْسابا
وَتَتوهُ في لُغَةِ الْعُيونِ قَصائِدٌ
وَتَسيلُ في شَفَةِ الْحَبيبِ شَرابا
يا روحُ هُزِّيني أتِلْكَ حَقيقَةٌ
أَمْ أنَّ ذاكَ النَّبْعَ كانَ سَرابا ؟
********************************************
كنوز ادبية ..لمواهب حقيقية
ان غالبية المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية، والتي من شانها ان تساهم في فرصة ايصال رسالتهم واعمالهم وافكارهم مع القارئ الذى له اهتمام بانتاجهم الفكري والتواصل معهم ليس فقط من خلال ابداعاتهم وكتاباتهم ، في حين هناك من هم علي الساحة يطنطنون بشكل مغالي فية ،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة.
لهذا السبب كانت هذة هي الحلقة العاشرة من السلسلة التي تحمل عنوان ( كنوز ادبية لمواهب حقيقة ) والتي ان شاء الله اكتبها عن ومع بعض هذا الاسماء
*صابر حجازى ..اديب وكاتب وشاعر مصرى
الاديب المصرى صابر حجازى | Facebook
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi