في هذا الحوار؛ يتحدّث الشاعر والاعلامي العراقي الاستاذ مرتضى الرسام (مرتضي عباس)
.. ، عن تجربته الشعرية التي توّجت مؤخّرا بصدور ديوانه الأوّل ( امطار ذابلة )
وعن مشاريع يامل تحقيقها في المستقبل وعن الادب والحالة الثقافية الان في العراق وعبر الوطن العربي ..انة حوار يحتاج الي التامل والقراءة بهدوء
س :- كيف تقدم نفسك للقراء؟
ربما هذا أصعب الاسئلة لان تقديم الذات يعني عرضها على مرآة الاخر وهذا الاخر له مرايا لا مرآة واحدة وهنا يعني ان الصورة صورة الذات ومن خلال تقديمها ربما تتهشم عبر هذه المرايا
اما اذا كان سؤالك عن الهوية ..
انا ( مرتضى عباس عذيب ) العمر 31 عام ولا استطيع البت في عمري الشعري بسبب تلازمه معي منذ الصغر .. اعيش في جنوب العراق محافظة ميسان مدينة العمارة وهي مدينة جميلة اعطت للثقافة بصورة عامة الكثير من الادباء والمبدعين.. عانت الكثير لكنها بقيت معطاء .
س :- أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
– صدرت لي مجموعة شعرية بعنوان ( امطار ذابلة ) طبعت في بيروت عن دار الجواهري / بغداد
– لي مجموعة شعرية قيد الاكتمال واعتبرها تختلف كل الاختلاف عن ماهو سائد حاليا – لي رواية لم تصدر بعد بعنوان ( نورا ) .
-اكتب وانشر في معظم الجرائد والمجلات العراقية والعربية .
س :- كيف تصور لنا المشهد الأدبي بشكل عام والشعري بشكل خاص في العراق الان ؟
كل مشهد ثقافي وادبي لايخلوا من طارئين ومنتفعين منه لكن عموما مشهدنا الادبي يبشر بخير خصوصا بعد ان زالت القيود ومنها قيود الرقابة وتحديد القراءة اضافة الى وجود اسماء يشار لها اسماء حقيقية لم تأتي من الهامش وانا اعول على استبشاري خيرا بطليعة الشباب الموجودة حاليا والتي ستحمل هذا الثقل والمسؤولية خصوصا وانها ستقود حربا مع الذات الاخرى .
اما بخصوص المشهد الشعري في العراق مايزال هذا البلد الولود قادرا على انجاب اولاد للمتنبي والجواهري وتصدريهم الى العالم العربي والعالم, فكل عراقي يتنفس لغة الضاد لايمكنه الا ان يزفر شعراً .
س :- بمن تأثرت من الشعراء؟ وما أكثر ما تردد من شعر حفظته أو أحببته؟
دائما مايستهويني الشعر بغض النظر عن اسم الشاعر .. لكني أخذ الكعكة كاملة اذا اردت ان اصف لك شدة اعجابي بــ… محمد مهدي الجواهري شاعر العرب الاكبر / بدر شاكر السياب / اودنيس / محمود درويش / محمد الماغوط / نزار قباني .. والكثير لايسعني ذكرهم .
القصيدة (تنويمة الجياع(
————————-
للشاعر :- محمد مهدي الجواهري
نامي جياعَ الشَّعْـبِ نامي…… حَرَسَتْكِ آلِهـة ُالطَّعـامِ
نامي فـإنْ لم تشبَعِـي…… مِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ
نامي على زُبَدِ الوعـود…… يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ
نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ…… فـي جُـنْحِ……الظـلامِ
تَتَنَوَّري قُـرْصَ الرغيـفِ…… كَـدَوْرةِ البدرِ التمـامِ
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِسـاحَ…………مُبَلَّطَـاتٍ بالرُّخَــامِ
س:- كتابة الشعر والانفتاح على العالم من خلال الشبكه العنكبوتيه – هل تسبب
صعوبات أو اشكاليات في المجتمع – وهل مقص الرقيب ما زال يهدد الاقلام المبدعه ؟
برغم المساوئ الكبيرة التي تقدمها هذه المواقع الى المشهد الادبي والثقافي بصورة عامة الا انني استطيع ان اقول انها ورشة عمل جيدة يستطيع البعض من خلالها امتهان مهن ليست ادبية كانوا لايعرفون عنها شيئا اما كخدمة اعلام فهي جيدة وبأمتياز وهنا اريد ان اعود معك الى اصل الكلمة ( تواصل اجتماعي ليس الا ) .
وللتواصل على الفيس بوك هذة هو رابط صفحتي :-
https://www.facebook.com/mortadha.aa
س :- بصفة ان حضرتك سكرتير تحرير مجلة البديل الثقافي – هل الاعلام يعطي المبدع حقه بتسليط الاضواء علية والاخذ بيده حتي يظهر للجمهور؟
للاعلام دور مهم وبارز خصوصا بعد ان فقدنا القدرة على احصاء القنوات والصحف والوسائل الاعلامية الاخرى , لكن اغلبها تفتقر الى المهنية والحيادية لتنتقل الى المحسوبية والتجارة وافتقارها الى الرسالة واعتقد ان معظم مشاكلنا العربية من الاعلام الموجه وبث السموم اليومية اما من ناحية اخرى هنالك اعلام نظيف يعطي بارقة امل للقادم وهذا هو الاعلام المقصود في دعم المبدع وصناعة الشهرة النظيفة لا التشهير .
س: – هل ترى في السنوات القادمة بوادر نهضة شعرية ونقدية عربية حقيقية؟
ان مايمر به وطننا العربي في هذه الايام من فوضى سياسية وتخلص من الديكتاتورية انما يدفع باتجاه ان يكون القادم اجمل من ناحية حرية الرأي والثقافة والمثقف ومن جانب اخر في مايخص الظروف السياسية والمستثقفين التابعين لهم( المطبلين والمزمجرين ) فلقد اعطي الدرس لهم ولغيرهم كاملا في ان لايكون المثقف رداحا مداحا وعليه ان يحث الخطى من اجل شق طريقه بعيدا عن ارهاق الثقافة وانتكاستها فالكل محوج للثقافة والشعر والمثقف بصورة عامة ولااعتقد ان المثقف بحاجة الى احد سوى الابتعاد عن المزايدات الرخيصة .
نعم اقر بأن هنالك بوابة علينا تخطيها لننتقل الى النهضة الشعرية والنقدية وايصالها الى عصرها الذهبي .
س:- من سيقود في المرحلة المقبلة الثقافي أم السياسي خصوصا بعد الثورات العربية – وما علاقة الثقافة بالسياسة ؟
المثقف بصورة عامة اصبح لديه ايمان مطلق بالابتعاد عن السياسة لما تجلبه من صداع وأود ان اوضح بالجزم ان السياسي لم يقد المثقف اطلاقا الا ان من تسربوا الى المنظومة الادبية هم المقتادون ولايوجد تجاذب بينهم وبينها , علاوة على ان المثقف هو من يهاجم السياسي دائما ويحارب اي ايدلوجيا او انتقائيا لاتمت للواقع بصلة .
س:- هل هناك إسقاطات للتحولات الاجتماعية والسياسية في أعمالك الأدبية الحالية ..بمعنى آخر هل ترى شعرك يعبر عن الواقع ؟
اي شعر لايمت للواقع بصلة ولو من بعيد يعتبر شعرا ميتاً بأمتياز ..
وتنطبق هذه القاعدة على مجمل الحالات الشعرية ( السياسية والاجتماعية والوجدانية .. الخ ) فالشعر لايحتمل الاسهاب او الانتقاص من الواقع الذي يجب على القصيدة ان تعيشه اضافة الى ان المخيلة الشعرية مربوطة ارتباطا تناسخيا مع الواقع الذي يعيشه الشاعر شاعر الفطرة وليس شاعر اللحظة .
لذلك اقول وبملء فمي ان قصائدي جاءت نتيجة التصادم مع الواقع المرير الذي يحتاج منا الكثير من الوقت والتنظير والاسقاطات التي لاتنتهي ..!
س:- لكل مبدع محطات تأثر وأب روحي قد يترك بصماته واضحة خلال مراحل الإبداع، فما هي أبرز محطات التأثر لديك، وهل هناك أب روحي ؟.
كل شاعر لديه مراهقة لاتنتهي وانا أبتدءتها مع نزار قباني وبما ان الشعر والشعراء لدينا متنوعين تجد الاباء الروحيين يختلفون لديه بأختلاف توجهاتهم وواقعيتهم ولكني لااستطيع ان انكر انه هنالك شعراء وأدباء ساندوني ووقفوا الى جانبي وافخر بتواجدهم بقربي ومنهم الشاعر جمال جاسم امين وسالم حميد وعلي خالد … مع اعتزازي بالجميع
س :- هل من الممكن التوقف للحظات امام بعض نماذج من اشعارك ؟
كلمة
——-
(1)
خلف الابواب
انامل ووجوه معتمة
حرفتها
ان تتستر فقط
***
(2)
ثمة اماكن
لاتصلح الا للمغادرة
***
(3)
عندما يتسابق الشيطان
مدعيا ً الهروب
ارفعو الصخور
عن أذهانكم.
**********
( 4 )
ايها الرب الوحيد ..
لوكنت بشراً
لتنازلت عن حقي من اجلك
كي تعرف ان الحياة لاجدوى منها
***********
( 5 )
ايها الموت ..
مازلت السجين الوحيد
الذي ينتظر الافراج !
************
( 6 )
ايتها الشمس
ايها القمر
ايها الزوجان ..
عليكما ان تنجبا ارضاً
غير هذه البنت البائسة
***********
( 7 )
ايها الوطن ..
عليك ان تخلع اسمالك
وتجدد اثاث البيت
**************
( 8 )
لايصل الى صميم الاخر ..
الا من قضم صميمه
*************
( 9 )
نبكي بلا دموع
غير ان الحزن هوية
*********
( 10 )
نسيت : ان موعدنا هذه اللحظة
لكن لم انس انك ..
معي للحظة
س :- هل هناك نقاد في العراق ؟
كل مشهد أدبي لايخلوا من نقاد تختلف درجاتهم بأختلاف ثقافتهم , ومازال هناك شعر- يوجد نقاد .. لكن البعض يأخذ النقد مأخذا اخر سواءاً للتمجيد او من اجل الاستفادة المادية , اما اذا اردت الاجابة بصورة مباشرة / نعم هنالك حراك نقدي رصين يعطي الامل في ان لاتخلوا الساحة الشعرية من شعر جيد .. ومنهم .. فاضل ثامر / ياسين النصير / جمال جاسم امين / حسين الكاصد / على الفواز .. وكثيرون لايسعني ذكرهم لوقت الحوار.
س:- ما الرسالة التي يجب علي الأدباء تقديمها للمجتمع في الوقت الراهن ؟
المعرفة والوعي وعدم الاستهانة بعقل الانسان العادي والابتعاد عن العزلة والتصوف اي بمعنى النزول الى الشارع ولااقصد الشارع بوصفه شارعا انما على كل اديب ومثقف ان يؤدي رسالته بصورة صحيحة .
س:- ماهي القصيدة التي كتبتها وتركت اثر كبير في القراء؟
مناديل
—————-
بعد ضياعك ايتها الحقيقة
لن نرسو
ولاننا نعلم ..
أن البحارة عماة ..
والنجارين يصنعون قوالب الموت
سنصرخ بكل اصواتنا
توقفوا ..
لاتصنعوا المدافع والرشاشات
ايها القماشون والصناعيون
الشراشف حمراء
والجدران ايضا
ايها العطارون
مناديلي كلها حمراء
لغتي تبدلت
والقطارات لاتهمني وجهتا
المهم قرار الصعود اليها
*************
س:- مشروعك المستقبلي – كيف تحلم بة – وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الى تحقيقه ؟
لااحب الشعارات المغررة لكني بكل الاحوال مستمر ولاافكر بالتوقف اما من ناحية مشروعي المستقبلي فلكل انسان الحق في ان يحلم ويسعى الى تحقيق حلمه بكل الوسائل الممكنة والمشروعة حصرا والطريق طويل ووعورته تزداد يوما بعد يوم بعد ان فقد الشاعر والمثقف الامل بالواقع المزري وتكالب الازمات . لكن يبقى التفائل قائم على القادم ولو بجزء بسيطة .
س:- واخيرا ما الكلمة التي تحب ان تقول في ختام هذة المقابلة ؟
شكرا لك الاديب المصري الاستاذ صابرحجازى على هذا الحوار بشكل خاص واتمنى لكم التوفيق في مشواركم الطويل هذا واعتذر عن الاطالة التي ربما جاءت بسبب اسئلتكم الكافية والوافية شكرا لهذه المهنية ودمتم بألق دائم .وليكن الختام مع القصيدة التالية :-
خلف الستار
—————–
هناك ..
عين ترمقني من الخلف
كلما تقدمت ..
تختفي خلف الستار
هناك صوت يخصني في تقاطيع الكلام
تعال ..
لنختبىء خلف الستار
هناك دفء
هناك جسد حي
خلف الستار
يصهل بعيدا عن الاحزان
بعيدا عن الأحرف الناقصة
والقلوب المدججة بالأعراف
يعتبرونها دينا جديد
اي دين لايقدس الحب
ولايلتزم بالعهود !
************************************
كنوز ادبية ..لمواهب حقيقية
————————-
ان غالبية المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية، والتي من شانها ان تساهم في فرصة ايصال رسالتهم واعمالهم وافكارهم مع القارئ الذى له اهتمام بانتاجهم الفكري والتواصل معهم ليس فقط من خلال ابداعاتهم وكتاباتهم ، في حين هناك من هم علي الساحة يطنطنون بشكل مغالي فية ،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة.
لهذا السبب كانت هذة هي الحلقة رقم -18- من السلسلة التي تحمل عنوان ( كنوز ادبية لمواهب حقيقة ) والتي ان شاء الله اكتبها عن ومع بعض هذا الاسماء
*صابر حجازى ..اديب وكاتب وشاعر مصرى
الصفحة الادبية :-
http://www.facebook.com/SaberHegazi
الصفحة الشخصية :-
http://www.facebook.com/hegazy.s