حوار مع الشاعر العربي المصري ناصر رمضان عبد الحميد
يُسعدني ويشرفني أن أرحّبَ بالصديق والشاعر ناصر رمضان عبد الحميد عضو اتحاد كتّاب مصر، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، رئيس ومؤسس ملتقى الشعراء العرب، رئيس ومؤسس مجلة (أزهار الحرف) والكثير الكثير من العضويات التي يشارك بها بكل نشاط وإبداع..
صدر له : ٢٣ اصدارا ما بين الشعر والنثر والنقد، كما صدر له اخيرا :المجموعة الكاملة (شعر) في خمسة أجزاء وتضم سبعة عشر ديوانا.
يسرني جدا أن أعرّف الأحبّة في أستراليا على الشخصية النشيطة في مجال الكتابة والشعر، الأستاذ ناصر رمضان..
فالشعراء، يكتبون الوطن والأرض والتراب والقمح والسنابل، فالشعر وليد الأيام واللحظات.. يكتبون عن حضن الوطن، ليعيشوا في ربوعه حياة مميزة ناصعة، تليق بإنسانيّة البشر.
الشعراء والأدباء رسل الكلمة ليوم الدين، لتصل قافلة الإنسانية لبر المحبة والسلام.
والكاتب، وحده الذي يملك الحس النقي الواضح الصحيح في تقييم خطوته السابقة انطلاقاً محموداً إلى الخطوة التالية.
١- من هو الشاعر ناصر رمضان، حدثنا عن بداياتك مع الشعر والكتابة بشكل عام، وكيف بدأ هذا المشوار؟
_
ناصر رمضان شاعر وكفى، إنسان حالم، محب للحياة والناس، ولدتُ في محافظة الفيوم، لأبٍ تاجر ثري، وأم ميسورة من أسرة عريقة، ولدت في بيت جدتي لأمي، بسبب انفصال الأبوين، وحملتْ الأم على عاتِقها التربية لي ولأخي، فالأب رجل صاحب(مزاج).
لم يعرف المسؤوليات الملقاة على عاتقه ولم يفكر في الأولاد ولا في تعلميهم ولا حتى في الانفاق عليهم، فكانت الأم هي الأب والأم والحياة برمّتها، سقتني الحب حتى ارتويت وما زال حبها معي يغنيني عن كل حب، امرأة بمعنى الكلمة، صبر، وصلاح، وثقة بالنفس، وكرامة، وحياء
ينطبق عليها قول المتنبي:
لو كان النساء مثل هذي
لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب
وما التذكير فخر للهلال
ألحقتني بالكُتّاب ثم بالأزهر الشريف فدرست شتّى ألوان المعارف الدينية والدنيوية، نهلت من معينه وأحببتُ اللغة والشعر في رحابه، وكان الأزهر وقتها بوصلة اللغة والشعر والبلاغة، فنشأتي الأزهرية أفادتني كثيرا، ونمّت لدى الموهبة.
أما عن البدايات، كانت كما قلت سابقا من خلال عمي الشاعر: محمد أحمد عطية حجازي، فهو أول من اكتشف موهبتي وحبي للشعر، وأهداني دواوين كثيرة لنزار، وأول من دلّني على كتب مكتبة الأسرة التي كانت تصدر في عهد سمير سرحان برعاية سوزان مبارك، وكانت تطبع الدواوين بثمن زهيد جدا، فكوّنت من خلالها مكتبة أدبية ضخمة بقروش قليلة كما نقول.
أما البداية الحقيقة فكانت من خلال انتقالي من الفيوم للقاهرة عام 2003
لأنني ببساطة أدركتُ بأنني موهوب، وأن العيش بالفيوم، سوف يدمر الموهبة، فلا ندوات ولا مكتبات إلا فيما ندر، وقصر ثقافة الفيوم كان ميتًا، يسيطر عليه مجموعة من شعراء العامية، يدورون في حلقة مفرغة، ولا مكان لأحد غيرهم، ومن خلال دراستي الجامعية بالقاهرة، شاهدت الفرق الشاسع، وكان من الغباء أن أظل رهين الفيوم.
قررت أن أقيم بالقاهرة، التي تعج بالجمال والثقافة والأدب، وقد كان لي ما أردت، في القاهرة كانت بداياتي الحقيقة الاستماع لكبار الشعراء أطوف معهم الأمسيات والندوات، وأترجم ما بداخلي شعرا.
إنه مشوار جميل يا صديقتي، وهبني لحن الخلود، شدوتُ فيه مع الطيور، ورأيت آفاق الجمال، على جناح طائر، حلّقت في سماء الفرقد، وركبت المجد الممتع، كان يا صديقتي كالحلم، ما زلت أملأ كفيّ منه، وأغذّي روحي من خياله، صحوت منه وأنا في حضن السكون، أردد مع الأطيار في أفنانها، لحن الصفاء فينتشي وجداني.
بدأ المشوار من خلال هيئة خريجي الجامعات والشاعر الكبير الراحل أحمد عبد الهادي، الذي عرّفني عليه الشاعر الكبير أحمد مصطفى حافظ، ولم أكن أعرف كلاهما شخصيا، وإنما من خلال ما نشرا من دواوين في مكتبتي.
حصلت بعدها على هاتف الشاعر أحمد مصطفى حافظ من خلال مجلة الأزهر، تواصلت معه ودلّني على أحمد عبد الهادي ومن خلاله انطلقت، وصرت أواظب على ندوته(هيئة خريجي الجامعات) حتى وفاته وفي بيته أنشدت وعشت معه أجمل لحظات حياتي، وأعدّها البداية الحقيقة.
٢- ملتقى الشعراء العرب، مشروع أدبي مميز، يا ليت الأستاذ ناصر يخبرنا عنه؟
_
ملتقى الشعراء العرب ولد من رحم الإبداع، لم أخطط له، ولم يكن في الحسبان، جاء صدفة أو صادف قدرا، حين دعتني الصديقة المغربية حليمة تلي، للمشاركة في ندوة ينظمها المركز العربي بباريس وطلبت مني أن يكون معي مجموعة من الشعراء والشاعرات اختارهم على هواي كما نقول..
لمعرفتها المسبقة بي وبمعرفتي بمعظم الشعراء العرب، وبالفعل اخترت كوكبة من الشعراء والشاعرات وعرضتُ الأسماء عليها فوافقت، فقد كان لديّ علاقات واسعة بشعراء وشاعرات الوطن العربي حينها قلت في نفسي لماذا
لا نحاكي المراكز الثقافية ويكون لنا ملتقى عربي، وتعمدت أن يكون عربيا، لأنني عروبي بامتياز، وناصري الهوى، فلا أؤمن غير بالوحدة العربية، وأردتُ من خلال الملتقى أن نعوّض الفشل السياسي الذريع، بوحدة أدبية ثقافية، واعطاء مكانًا واسعًا للمرأة، لنقدم نموذجًا عربيًا ثقافيًا يحترم المرأة ويُعلي من شأنها..
تواصلت مع الأقرب من ناحية الصداقة والثقة والإبداع، مع رانيا مرعي، غادة الحسيني، بلقيس بابو، قمر صبري جاسم، نور النعمة، سوزان عون (حضرتك) وجميلة حمود، وهكذا حتى اكتمل العدد.
ثم قمنا بعمل انتخابات، واذا بطموحنا يتحقق على مهل وبكل ثقة، فانبثق عن الملتقى مجلة أزهار الحرف، وموقع أزهار الحرف، وما زلنا في البداية والطريق طويل، لكننا حددنا الهدف وتحديد الهدف بداية النجاح.
حدد لنفسك في حياتك مقصدا
واهدف اليه من طريق واحد
من أخطأت قدماه مبتدأ الخطأ
ضل الطريق إلى بلوغ المقصدِ
٣ أ- تنامي وتكاثر الطروحات الأدبية العشوائية، واختفاء الثقة بين القارئ والمقروء، أدى لتراجع نسبة الالتزام الإبداعي والثقافة الأدبية الشعرية في النص. فكيف ترى الشعرَ في بلادنا العربية والمغتَرب، وأيهما الأفضل بنظرك؟
_
اختفاء الثقة بين القارئ والمقروء، لا علاقة له بتكاثر الطروحات الأدبية العشوائية، وإنما السبب بالفكر الاقتصادي لبعض الدول العربية، وعدم تركيزهم على اللغة العربية رغم عروبتهم، بسبب الاقتصاد، وصعود الاقتصاد الغربي والأمريكي على وجه الخصوص، مع نهضة صناعية، تكنولوجية، حضارية.. مع سيطرة الدولار، والاهتمام بتعليم الأولاد بمدارس اللغات.
وتقليد العرب لحياة الغرب وثقافتهم الإيجابية والسلبية ولغتهم، أدى لضياع اللغة العربية والشعر.
فالشعر لغة بالأساس، ثم يأتي دور الاحساس والتجربة الحياتية، فيملأن النص جمالا ومصداقية، ليس العيب في تعلم اللغات وإنما في إهمال لغتنا الأم، والفجوة الحقيقة وبداية الأزمة عصر السادات، وانتشار المدارس الخاصة في مصر بشكل مرعب أدى إلى ظهور جيلا جاهلا بقواعد اللغة والشعر، ولكنه يحن إلى أصوله وجذوره، وبدلا من أن يتعلم، صار يكتب بما يحسبه شعرا وما هو بشعر، وازدياد حجم الفجوة بين النص والمستمع.
٣ ب- الشعر يحملُ معاناة الشعوبِ العربية، ما هي القضايا المطروحة في كتاباتك بشكل عام.. وماذا ينقص الفرد العربي ليحيا حياة تحفظ له حقوقه المشروعة التي تُرضي طموحاته وتدخلُ الفرح والسرور لقلبه؟
_
المطروح في كتاباتي، أفكار أؤمن بها، عن الحب والجمال والوحدة العربية واحترام المرأة ورفع شأنها.
أما ما ينقص الفرد العربي، ينقصه أن يؤمن بنفسه وعروبته، وأنه ابن حضارة عريقة، والتواصل مع الغرب ثقافيًا ولغويًا محبب، ولكن ليس على حساب لغته، ولا الانسلاخ من جلده العربي..
الألماني رغم إعجابه بالثقافة الأمريكية وانفتاحه عليها، لا يهمل لغته وتراثه،وشبابه يعرفون جوته جيدا ويحفظون إشعاره، بعكس المجتمع العربي المغيب بالوهم، الذين يظنون أن المال والحياة المرفهة، هي لب الحياة، ولا مانع من الانسلاخ عن لغتنا وثقافتنا العربية!!
وهذا وهم، أساسه الإعلام الموجّه، لأن التمسك بالعروبة لهو الثراء الحقيقي، فالشاب في باريس على سبيل المثال، لا يتحدث سوى بالفرنسية.
ويحفظ شعر أنطوان توماس، ويعتز بموسيقاه، ولم ينسلخ منه، والطفل في لندن يولد ويسمع منذ الصغر عن شكسبير، وعندنا يولد ويموت الطفل العربي ولم يعرف بالمتنبي.
٤ – الشعر العامي لسان الشعب المقهور، لسان صاحب الأرض، لسان العامل والفلاح والفقير والغني، ما رأي حضرتك بذلك وهل هناك سباق فعلي بين الشعر العامي والشعر الفصيح؟
_
الشعر العامي هو ابن الفصيح، ولهجة المكان الذي نشأ فيه، ومثال عن ذلك، اللهجة المصرية والشعر العاني له ضوابط وقواعد، وليس كما يظن البعض.
وليس هناك أي سباق بينه وبين الفصيح، اللهم إلا بسبب ضعف اللغة لدى الناس، فصار الشعر العامي أقرب إلى ضعفهم اللغوي، أو أقرب إلى العامل البسيط والفلاح، الخ.
العامية تقوم على الاختصار، مثل كلمة نصف، العامية تقول: نص، وهكذا..
وثانيا: العامية تقوم على الهروب من الإعراب، وهو ضبط حركة النطق لدى الكلمة في نهايتها من رفع ونصب وضم،
وردةٌ جميلةٌ
مبتدأ وخبر
العامية تنطق بدون تشكيل ولا ضبط لحركة الإعراب، فيقول: وردة جميلة
تعال نشربُ الشاي
العامة ينطقونها
تعا نشرب شاي
وهكذا في كل الجمل وتراكيبها.
٥- الشاعر، هو المترجم الحقيقي لمَ يجرِ من أحداث، والشاعر الذي لا يعيش واقع وطنه وأرضه، وينقل معاناة شعبه وآلمه، لا يكون شاعراً حقا.
والمعروف عن الشعراء، بأنهم كتلة من الاحساس والمشاعر، فكيف يرى الشاعر ناصر ما يجري حوله وكيف يرصد ذلك في كتاباته؟
_
الشاعر مترجم في البداية لأحاسيسه الذاتية بامتياز، وبداخله منظومة جسدية تحيا في داخله ألا وهي الوطن..
فهو بين ذاته وذوات مجتمعه معبّر عن الجميع، وبغير ذلك يكون أنانيا ومعزولا عن المجتمع، والشاعر الحقّ، من يجمع بين الذات والغير، فها هو المتنبي الذي يعتز بنفسه ويقول:
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ
نجده يقول:
مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني
بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ
وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها
غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ
ونجده يقول:
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
أرى ما يجري حولي بعين الناقد، وأحزن على ضياع اللغة العربية، ولكِ يا صديقتي أن تعرفي بأنني أحنّ إلى التحدث باللغة العربية وأبكي على ضياعها، كأم ضاع منها طفلها.
ما أراه، أرصده في كتاباتي، وأحاول ترميم ما انفتق، من خلال تمسكي باللغة العربية، أتمسك بالجمال في مواجهة القبح، أتمسك بالعروبة في مواجهة التطبيع.. أتمسك بالحق والعدل والحب، بعيدًا عن الغرور والكِبر، وذلك ضريبة الرأسمالية المتوحشة..
٦- روايتك (في المطار) الصادرة سنة ٢٠١٠، عن ماذا تتحدث وهل هناك روايات أخرى؟
_
روايتي في المطار، رصدٌ لواقعِ مصر ما قبل ثورة يناير وفيها تنبأتُ بالثورة، ولاقتْ قبولًا ونجاحًا لم أكن أتخيله.
وقام الدكتور سعد أبو الرضا (رحمه الله) بعمل دراسة وافية عنها نشرت بأحد كتبه وكانت تدرّس بجامعة بنها.
الرواية فيها مزج بين العام والخاص، ونقد للتطرف الديني، لكنني وقعت في خطأ أعترف به، أنني كتبتها بأسلوب الشاعر.
فالصور فيها والمجاز والبلاغة العالية طاغية، والنثر الفني واضح، لكن الرواية عكس ذلك فهي تقوم على الحقيقة اللغوية وتتكأ على السرد.
لكن للحقيقة لم أعاود التجربة، رغم تعلمي من الخطأ، وعندي مشروع رواية، لكنه لم يكتمل.
كما كتبتُ القصة القصيرة والقصيرة جدا، ونشرت بعض قصصي في المواقع وفي جريدة الزوراء العراقية اليومية الورقية، لكنني لست مخلصًا للسرد، وإنما اخلاصي للشعر.
٧- هل لديك رؤية شعرية خاصة في الكتابة وتتبع مدارس الشعر المعروفة؟
_
رؤيتي الخاصة للشعر أن _الشعر يقوم على العفوية بدون تكلّف_ ومشبع بالإحساس وغلبة المعاني.
لكننا للأسف ابتلينا بجيل من الشعراء يرّص اللفظ بجوار اللفظ دون معنى لما يكتبه، وبدون احترام للبلاغة وقواعدها المبنية على التشبيه.
فللتشبيه عند العرب ضوابط أخذت من المعايشة، والعرب يعرفون ذلك جيدا.
فحين يشبّهون الرجل بالأسد مثلا، ذلك لأنهم يعرفون أن من صفات الأسد الشجاعة، فالجامع بين الرجل والأسد هي الشجاعة، ولنقس عليها ما يكتب الآن من جهل واضح في البلاغة العربية، والذي لا يفهم لغة العرب حاشاه أن يصبح شاعرا.
وكذلك الصورة لابد لها من علاقة مع ما ترمز اليه، يقول المتنبي:
عَلى قَلَقٍ كَأَنَّ الريحَ تَحتي
أُوَجِّهُها جَنوباً أَو شَمالا
إِلى البَدرِ بنِ عَمّارِ الَّذي لَم
يَكُن في غُرَّةِ الشَهرِ الهِلالا
استخدم كلمة الريح هنا، لأنه يدرك لغويًا وبلاغيًا أن ما تحمله الريح تجعله يتحرك يمينًا وشمالا. فيحدث عنده نوع من القلق المصاحب لرؤية الحاكم الذي هو ذاهب لرؤيته
ومن الجهل ألا يعرف الشعراء أن الألفاظ قوالب المعاني، وهو نقص شاهدته في ثقافة الكثير من الشعراء وهو ما دفعني لإعداد كتاب تحت الطبع عن ذلك.
٨ – قلّة الوعي والإدراك لخطر الأنترنت وسرعة انتشاره، واستعماله بدون رقابة وتنظيم، أثّر بشكلٍ كبيرٍ على ثقافة المجتمع. فانتشرت المعلومة الصحيحة والخاطئة بالوقت نفسه. كيف نقف بالمرصاد لهذه المشكلة؟
_
سؤالٌ جميل، نعم قلة الوعي هي أساس الخراب، وضياع الوطن العربي، وغلبة التطرف، والناس بلا وعي، فدمر الانترنت كل شي، لا سيما الشعر لأنه جعل الجميع شعراء، وصار الكل يصدق نفسه وليس لنا من صد هذا العبث، إلا بنشر الكلمة الرفرافة الندية، المشبعة بالجمال والصدق.
٩- المرأةُ شريكة الرجل في بناء الوطن، وليست تابعاً أو ظلا. وللمرأة الكثير من الحقوق علينا كشعراء وكتّاب، ويجب دعمها لتقرّ عينا. ماذا يقول الشاعر ناصر رمضان للمرأة في شعره، وكيف يوصل هذه الأمانة؟ وكلمةٌ أخيرةٌ تحبُ قولَها وفاتني سهوًا أن أسألكَ عنها؟
_
المرأة شريك وواحة وراحة، وواحة يلجأ إليها المسافر في الدنيا، ويستشف من حنانها المضني العليل.
في شِعري، المرأة كل شي، أحبها وأدلّلها وأُسجدْ اللغة تحت قدميها.. فالشعر يولد من رحم الاحترام للمرأة ومعها ولها وبها يكبر ويزهر ويثمر، والذي يطالع دواويني يجد ذلك واضحا..
أحاول إيصال الأمانة بإعطاء المرأة مكانتها من خلال إفساح المجال لها، وحضرتكِ شاهدة عند تأسيس الملتقى إني قدمتُ المرأة.
وعند تواصلي مع الشاعر الكبير أدونيس، أرسلتُ له العدد الأول من مجلة أزهار الحرف
وكان من ضمن ما قاله لي:
أحييكَ على أنك أفسحت المجال للمرأة لتنشر إبداعها.
فأكثر من نصف شاعرات المجلة، والإدارة معي معظمهن شاعرات، حضرتكِ سوزان عون، غادة الحسيني، بلقيس بابو، نور النعمة، حتى طاقم المجلة وأسرة التحرير: عبير عربيد، وتغريد بو مرعي.. الخ.
– الكلمة الأخيرة أحبُّ أن أشكركِ وأثمّن غاليًا دوركِ معنا من إشراف على المجلة والموقع وجهدكِ الجبار في مراجعة النصوص، فأنا يا صديقتي محظوظ بكِ..
أدام الله عليكِ الصحة والعافية والجمال، ومن إبداع إلى إبداع، فأنتِ يا صديقتي نموذج مكافح للمرأة أدبيًا وأسريّا، شاعرة وصحفية ومربية، وناشطة اجتماعية، أحييكِ وأشدّ على يديكِ، ومعكِ وبكِ ستزدهر الثقافة وينمو الجمال.
أمّا عن السؤال الأخير، فلم تنسِ شيئًا أبدا، ولم أنسَ بأنني أمام شاعرة تعرفُ كيف تصوغ من الحوار جمالًا ومن الجمالِ حوارا، تحياتي وأشكر حضرتكِ من القلب.
حاورته :الشاعرة والإعلامية سوزان عون