البحث عن نقطة الصفر
شعر: أديب كمال الدين
حينَ مشيتُ في الغابة
اخترتُ الشرقَ، دونَ قصدٍ، وجهةً لي
فالتقيتُ بشبابٍ حالمين
يثرثرون كثيراً بكلماتٍ جوفاء
ويرسمون للناس
ثياباً من ريشِ الطيور.
فاتجهتُ غرباً
فوجدتُ رجالاً ونساء يدخّنون بشراهة
ويشربون الكحولَ حدّ الثمالة.
يشتمون كلَّ شيء يرونه في الطريق
ويفحصون باستمرارٍ مدافعهم وبنادقهم.
ثمَّ اتجهتُ شمالاً
فوجدتُ أُنَاساً يرتدون السراويل الفضفاضة
ظننتُهم،
ولم أكنْ مُخطئاً،
قنّاصي فُرَصٍ ورؤوس.
فرجعتُ إلى الجنوب
فالتقيتُ بجمعٍ مِن الطيّبين حدّ السذاجة
لكنّهم لا يعرفون أيَّ لغةٍ كانتْ
سوى لغة الإشارة.
هنا آثرتُ أنْ أرجعَ إلى نقطةِ الصفر.
قلتُ بهذا إلى صاحبي
-وهو عليم بقَصِّ الأَثَرِ كما يدّعي-
فضحكَ منّي
وقال: الصفرُ أكذوبةُ الشرقِ والغرب
والشمالِ والجنوب.
واستمرَّ يضحكُ مِن حيرتي
حتّى اختفى.
قلتُ لنفْسي: ما العمل؟
إلى أينَ المسير يا نورَ عيني
والصفرُ لا وجود له في الخارطة؟
*******************
www.adeebk.com