– أُمي : قصيدة وجهي –
شعر : فهمي الصالح
أُمّي التي أَحبَّت وتُحِبُّ
بمستوى عظمةِ الحُبِّ والرياحين
أَحبَّت بلادَها وأهلَها والقرآن
بقيَّ دمعُها الطويلُ يهطِلُ ورائيَ
مثلَ تعويذةِ نجاةٍ على طولِ المدارسِ
والمقابرِ والحروبِ اليابسات
كنتُ أعلمُ على مدى مراراتِي في الحياة :
– بأنّ حُنُوُكِ الجبّارَ أوسَعُ من حلمٍ بفردوس
………………….
ربطةُ عنقِ الموسيقي الذي يزنُ الدنيا بالسَماعِ
قلبُ الشاعرِ في كتابةِ أسرارِ فراشةٍ تتحدّى الشفلّات
شهيقُ ملائكةِ الأحرارِ لبذرِ الحُبّ في شتلاتِ الغضى
رقيقُ كُلِّ دمعٍ في بكاءٍ يحطُّ بالصبحِ على جراح
نورٌ يفيضُ ببرتقالِ معارِجِ لمحٍ على أوصافِّ الجَمال
كأنَّها نُطقُ كُلِّ كلامٍ ولو أطبقَ خرسٌ على حَناجر
تلكَ هي التي لها دفقُ اللهِ في مجرى القلوب
أمي طبعاً ..
………………….
فراشاتي التي تبكي عليكِ بكلِّ عطرِ الحدائق
تستَحضِرُ روحَكِ القريبةَ من عينِ الفرج
لأنّكِ فرحُ الطبيعةِ الشاملةِ بكُلِّ التواقيع :
– لا ذائقةَ في العطر بدون روحِكِ
– لا عطرَ في الورد بدون أنفاسِكِ
– لا وردَ في الحديقة بدون ألونِكِ
– لا حديقةَ في الخضرة بدون أشجارِكِ
– لا خضرةَ في المطر بدون مياهِكِ
– لا مطرَ في الأرض بدون ترابِكِ
– لا أرضَ في الطبيعة بدون حيويتكِ
– لا طبيعةَ في الكون بدون ملامحِكِ
فأنتِ كلّ الحُبّ يا أمي
أنتِ الحياةُ والموتُ والآخرة ..!
…………………………………………….