معارج الفكر مجلة إنتهجت الشفافية والجرأة والمصداقية الكاملة كي ترتقي معرفياً وفكرياً بقرّائها. وإذا كانت قد إحتضنت الكتّاب والشعراء والشباب المفكّر الواعي بغضّ النظر عن إنتماءاتهم المناطقية والدينية والعرقية والجنسية (ذكر/ أنثى)، فإنّها اليوم تخطو خطوة جديدة، على قدر كبير من الأهمية، لتجعل من نفسها صرحاً ثقافياً وحيّزاً إعلامياً يساهم في نشر الأدب النسوي والكتابة النسوية عامة.
عندما تتكلم معارج الفكر عن الكتابة النسوية، فليس الهدف هو التأسيس لكتابة منقسمة جندرياً!! فمن غير الوارد أن يكون هناك موضوعات للطرح والمعالجة والتحليل خاصة بالنساء وأخرى خاصة بالرجال!! وإنّما الكتابة النسوية هي تلك التي ستطرح، وبغضّ النظر عن جنس الكاتب، موضوعات تدور في عالم المرأة وتتحدث عن إشكاليات مجتمعية تعيشها النساء في ظلّ بنى إجتماعية توسم غالباً بالبطركية وبالتقسيم الجندري.
إنّ رأينا المبدئيّ هذا لا ينفي رؤيتنا القائلة بأنّ للمرأة الكاتبة تصوّراً خاصاً وطريقة خاصة في التعبير عن المسكوت عنه من تلك المواضيع ذات الأثر العميق في كينونة عمقنا الثقافي؛ ذلك أنّها قد عاشت وعايشت تلك الإشكاليات بشكل ذاتيّ، يجعلها أكثر قدرة على فهم تلك الظواهر والتعبير عنها.
إنّ ما تهدف إليه “معارج الفكر” في أعدادها التي تصدر شهرياً تحت مسمّى “الأدب النسوي” هو كسر جدار التقسيم الجندري الذي طالما إعتبر العقل واللغة جزء من إقطاعية الرجل. إنّها تهدف الى كسر الجليد عن المقدّس الأنثوي وعرض إشكالياته- بكل ما فيها من تابوهات- للقراءة والتعبير والتحليل في وضح النهار.
لا أمل لنا في التغيير والإرتقاء إلا بأن نفهم حقيقة ذواتنا قبل فهم الآخر. وهذه الصفحة تمّ تأسيسها لتكون مرآة عاكسة، تساعدنا على فهم كينونة المرأة، موقعها، هويتها، دورها، معاناتها وأحلامها في مجتمعات مترعة في أغلبها بالبطركية؛ علماً بأنّ هذه الأخيرة مختلفة نسبياً في فرض قواعدها بين الشرق والغرب، بين المجتمعات الإسلامية والمسيحية، بين المجتمعات الريفية والمدينية.
لسنا نهوى التكرار والإستهلاك وإنّما غايتنا التميّز والإنتاج والإبداع الجريء في التعبير عن قضية بحجم الوجود، قضية بمسائل وعناوين متعدّدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: دور المرأة في الأسرة، عمل المرأة، جسد المرأة وإستغلالها الجنسيّ، جسد المرأة وواقع الحرب، صورة المرأة في وسائل الإعلام…. الخ. فلننطلق في كتابات نسائية لا تجترّ نفسها!! مواضيع جريئة لا تخشى شيئاً ولا تقف عند حدّ!! لأنّ الكتابة في هذه الحال نقد ومعرفة، والمعرفة قوة وبناء لمجتمع أفضل قادر على مواجهة كل التحدّيات المستقبلية.
معارج الفكر والأدب النسوي
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا