هو نيسانُ بلا ربيعٍ
آهٍ منه تلكَ السنةِ
كم كانَ جلّاداً حقودا
نيسانُ ذاك
كنتِ لا زلتِ معي
آخر مرةٍ
نتزلّج على الثلج
في جبال الأرز
هناك ولد “النبي”
هناك موطنُكِ الأصليُّ
هكذا أخبروكِ ذات ليلةٍ
ثم غيروا أقوالهم
في ظلمةِ الزنازينِ
لم أكن أدري
أنّ الشمسَ التي منحتكِ الحياةَ
سوف تلعنُكِ
سوف تلعنُ سعادتَكِ الوهميةََ
لم أكن أدري أنّي
سأدفنُكِ هناك
لأعودَ وحيدة
بعيونٍ ناعسة
يتآكلُها الصدأُ
وبضعفٍ شديدٍ
يبحثُ عن طوقِ نجاةٍ
فوق سجادةِ صلااااةٍ
غريبةِ الرائحةِ والملمسِ
آه منكِ لِمَ تركتِني
عند حدود الخديعةِ
أمزّق جرحيَ
أطهو من لحمي الممزّقِ
طعاماً لكفيفٍ
من بلادِ القهرِ والموتِ
حاولتُ جداً أن أنسَاكِ
حاولتُ جداً أن أنسانِي
ولكن عبثاً
هل ينسى الإنسانُ
ذراعَهُ المبتورةَ
بلا ذنبٍ؟!!
ذنبُه الوحيدُ
أنّه قد كان طفلاً
وأنّ الكونَ
كان صغييييييراً جداً
في محيطِ خيالِه
ذنبُه أنّه كان طفلاً
يعشقُ الهرَبَ
وراءَ الشمسِ
محمّلاً بجرائمِ شهريارَ
وغيابِ شهرزادَ
آآآه كم اشتقتُ إليكِ
أيتها الروحُ النقيةُ
التي علمتني دلالاتِ الأخضرَ
التي لا يعلمها
سوى فتاة وصبيٌّ
عاشا في بلادِ اللوزِ
ورحلا مجبرَينِ
يوم قررا السخريةَ
من قضاءِ الزمنِ
الذي يرفضُ
إلا أن يقتاتَ
بأصحابِ النفوسِ الحيّة.
(سوسان جرجس)
(رحيل النور)
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا